توحدت البلاد في عهد الملك مينا حيث كان نظام الحكم في مصر نظاماً ملكياً تركزت السلطة بمقتضاه في يد الملك ومن بعده أولاده ولم يكن الانتخاب سائداً كوسيلة لاعتلاء الملك العرش بل أصبحت الملكية وراثية ترتكز على الحق الإلهي للملك وارتبط الحكم الملكي في مصر الفرعونية ارتباطاً وثيقاً بالدين والمعتقدات.
اعتبر فرعون مصر إلهاً أو على الأقل ممثلاً للإله وارتبط النظام الملكي بالديم بصفة مستمرة طوال عهد البطالمة والرومان كما أن نظام الملكية الأهلية ظهر في أول الأمر في عهد ما قبل الأسرات بصورة منتظمة.
الحق أن ملوك الأسرة الأولى والثانية هم أول من اتخذ فكرة الحق الإلهي منهجاً لحكمهم عندما اتخذ الملك لقب حورس باعتباره ممثلاً ثم ابناً للإله حورس ثم تطورت هذه الفلسفة العقائدية بعد ذلك في عهد الأسرة الثالثة وبصفة خاصة في عهد الأسرة الرابعة.
حيث أصبح اسم إله الشمس رع، جزء من الألقاب الرسمية للملك وتقمص الملك شخص الإله نفسه فأصبح إلهاً سواء في الحياة أو بعد الممات حيث ينتقل إلى السماء ليحيا مع أجداده الآلهة.
وقد اختلف الفقهاء في تكييف طبيعة سلطة الملك فيذهب البعض إلى أن سلطة الملك كانت مطلقة ولا قيد عليها بناء على سيطرة الملك على حكومته وشعبه، في حين يذهب البعض الأخر إلى بعض القيود على سلطة الملك فإذا كان الملك هو صاحب الأمر والنهي فلابد وأن يستمد أمره من صفاته ولابد أن يعمل عمل ما فيه خير الشعب وإن يعمل على تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع في كل أرجاء البلاد.
