ظل المبدأ السائد في القانون الروماني القديم أن رب الأسرة يعد المالك الوحيد في العائلة والمتصرف الأوحد في أموالها فكان له أن يتصرف فيها بكافة أنواع التصرف أثناء حياته وبعد وفاته بالوصية كما كان له الحق في حرمان بعض أولاده من الميراث.
شخصية الابناء في عهد الرومان
ولم يكن للأبناء بجانب رب الأسرة شخصية يعترف بها القانون أو أية حقوق يختصون بها لأنفسهم بل كانوا يعدون في ذلك مثلهم مثل الرقيق أداة لاكتساب الحقوق لمصلحة رب الأسرة فكل ما يرثونه من تركة أو يصلوا إليه من هبات أو وصاية أو يحصلون عليه من ثمرة عملهم يصل إلى رب الأسرة.
كان للأب أن يترك لابنه حوزة وهي مجموعة من النقود أو قطيع من الدوب لاستثمارها ولكنها تبقى ملكاً لوالده ينتزعها متى شاء وبعد وفاة الابن ترد إلى الاب باعتباره مالكاً لها لا وارثاً ولا يلزم بالأسرة بالديون التي عقدها ابنه بخصوص تلك الحوزة إلا بقدر قيمتها أو بقدر الفوائد التي حصل عليها من تصرفات الابن.
تطور المجتمع الروماني
مع تطور المجتمع الروماني حل الاقتصاد التجاري محل الاقتصاد الزراعي وأصبح من المعتذر الاحتفاظ بوحدة الملكية داخل الأسرة، فأخذ الابناء يقومون بنشاط اقتصادي مستقلين عن رب الأسرة مما دعا إلى الاعتراف لهم بأهلية التعاقد وإمكان تملك بعض الأموال التي تؤول إليهم عن طريق غير والدهم.
