يرجع الفضل للوعي الوطني في مصر لأفكار السيد جمال الدين الأفغاني الذي جاء لمصر عام ١٨٧١م، وتلميذه الامام محمد عبده وعقدت الاجتماعات في بيت السيد البكري نقيب الأشراف وحضرها العلماء والضباط والنواب والأعيان لدراسة أحوال البلاد.
كان رأي الأفغاني قبل الثورة العرابية بضرورة نشوب الثورة على الحكام المستبدين وأن تكون هناك مجالس نيابية تمثل الشعب وكان الأفغاني ومحمد عبده يشبهان لحد كبير فولتير وروسو مفكري الثورة الفرنسية.
كانت الصحافة المصرية في ذلك الوقت أحد أدوات الوعي الوطني كما أن الاحتكاك مع الأجانب وتبادل الرأي في السياسة وشئون الحكم وأحوال الشعوب الحرة كل ذلك زاد الوعي الوطني.
تتابعت الأحداث واقترحت لجنة التحقق الأوروبية التي كانت موجودة في مصر أن تتولى المسئولية الحكومية واسندت إلى نوبار باشا الوزارة عام ١٨٧٨ ورفض الوطنيين أن يكون في هذه الوزارة الأوروبية وزيرا أحدهما انجليزي والاخر فرنسي.
وكان ذلك عدوان سافر على مصر واضطر الخديو اسماعيل أن يتقرب للحركة الوطنية حتى يستعيد كرامته المفقودة امام هذه الوزارات المفروضة عليه.
