تصور الانجليز أن الحركة الوطنية قد انتهت وأن الشعب استسلم للهزيمة وكان هذا تصورا خاطئا فإن هزيمة الشعوب تخلق التحدي والتراكم التاريخي تؤكد أن مصر تعرضت للغزو الأجنبي منذ أن تكونت دولة على ضفاف النيل.
تعرضت للهزائم على يد الغزاة وعادت وصنعت النصر بارادة شعبها وقادتها فمصر هي التي هزمت الهكسوس على يد ابن الصعيد احمس الأول وهي التي فرضت ثقافتها وحضارتها على الإغريق الغزاة وأيضا على الرومان وكذلك العرب.
نجحت في هزيمة الحملات الأوروبية الصليبية وهزيمة المغول وهي التي تصدت للعدوان الفرنسي وهزمت الحملة الفرنسية على مصر كما استطاع الشعب المصري هزيمة الحملة الانجليزية على مصر عام ١٨٠٧ في الاسكندرية ورشيد وادكو والرحمانيةظ
عندما اتخذ فلاحين الدلتا مع العربان خلف جيش محمد علي، هذا التراكم التاريخي من الانكسارات والانتصارات صقل الشخصية المصرية وجعلها قادرة على تحويل هزيمتها إلى انتصار واكسبها خبرة على مقاومة المحتل وكسر ارادته ولم تكن الثورة العرابية إلا حلقة من حلقات النضال الوطني.
لم تخمد انفاس المقاومة الشعبية فقد تابع الشاعر والروائي عبدالله النديم خطبه ورواياته في القرى بالقصص والمسرحيات والمقال الصحفي يسخر من الاحتلال ويشد على يد المقاومة بصورة متفرقة وأحداث بسيطة وعادت مصر إلى المقاومة.
اقرأ أيضا
