كانت الاستفادة من مياه النهر في الزراعة تتطلب إقامة السدود وحفر القنوات والسهر على صيانة السدود وتطهير القنوات وقد كان ذلك أحد الواجبات الهامة الملقاة على عاتق الملوك وحكام الأقاليم.
ومن الأمثلة على الجهود التي كان يبذلها ملوك مصر من أجل النهوض بالزراعة ما فعله امنمحات الثالث، الذي أراد الاستفادة من مياه الفيضان الزائدة بخزنها في منخفض الفيوم وتصريفها عند الحاجة فأقام سداً كبيراً عند الفيوم زوده بفتحات قنوان بتصريف ما تدعو الحاجة إلى تصريفه من المياه المخزونة وقد أمكن بذلك زراعة مساحة كبيرة من الأرض.
وفي فترات النهوض والازدهار يزداد الاهتمام بإنشاء مشروعات جديدة لتنظيم الري كما تشتد العناية بصيانة القائم منها، وعلى العكس تتميز فترات الاضمحلال بإهمال هذه المشروعات مما يؤدي إلى تدهور الزراعة.
كما كانت الزراعة تنصب بصفة أساسية على الحبوب وفي مقدمتها القمح والشعير والذرة والبقول وخاصة الفول والعدس، بالإضافة إلى العديد من الخضراوات كما عرف المصريون زراعة البساتين وأشجار النخيل والدوم والتين والنبق والرمان وغيرها.
