يطرد الأشرار ويبارك الفيضان – الخبز في المعتقدات الشعبية عند المصريين

يطرد الأشرار ويبارك الفيضان – الخبز في المعتقدات الشعبية عند المصريين
الخبز في المعتقدات الشعبية عند المصريين
https://www.sba7egypt.com/?p=182961
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

احتل الخبز مركزاً رئيسياً بل كان على قمة الطعام اليومي للقدماء المصريين، فعندما نلقي نظرة على قوائم القرابين والنقوش الكثيرة التي تركها المصري القديم على جدران المعابد والمقابر وكذلك على قوائم الطعام التي يأخذها الموتى معهم والقرابين التي تقدم للآلهة في المعابد وكذلك القرابين الجنائزية التي تقدم على موائد القرابين أمام المقابر نجد أن الخبز احتل المرتبو الأولى، ولذلك ليس مستغرباً أن نحصي ما يقرب من خمسة عشر نوعاً من الخبز خلال عصر الدولة القديمة ولكن بمرور الزمن ووصولاً إلى الدولة الحديثة تزداد تلك الأنواع حتى تصل إلى ما يقرب من أربعين نوعاً من الخبز والمخبوزات المتنوعة التي اختلفت أشكالها ما بين المستدير والبيضاوي والملفوف والمخروطي واختلفت أيضاً أنواع الدقيق المستخدم في صناعة الخبز بين القمح والشعير والذرة.

 

عادات وتقاليد احترام الخبز

تعبر كثير من عادات وتقاليد المصريين عن احترام بالغ قد يصل لحد التقديس للخبز فتعبر السيدات في الريف عن امتنانهن لمنخل الدقيق بوضع قطعة من الخبز في قلبه بعد الانتهاء من الخبيز لدوام نعمته كما يقبل المصريين كسرات الخبز التي قد يتعثرون بها في الطريق منوع من الاعتذار ووضعها جانباً خوفاً من أن يدوسها أحد.

عيد الخبز عند المصريين

كان للخبز عند المصريين عيد خاص عرف ب”عيد النقطة” في الحادي عشر من بؤونة بالتقويم المصري القديم أي الثامن من يونيو إلى السابع من يوليو، يعجن خلاله الفلاحون خبزهم دون استخدام الخميرة في المساء فإذا وجدوه مختمراً في الصباح استبشروا بوفرة فيضان النيل.

الخبز يطرد الأرواح الشريرة

إذا تعرض أحد المصريين لكابوس كانوا يضعون له تحت وسادته رغيف خبز به ملح وسكين لطرد الأرواح الشريرة وفي المأثور الشعبي توصف السيدة التي يتخمر عجينها بسرعة بأنها غيورة ودمها حام فتنتقل سخونتها إلى العجين وبالعكس المرأة صاحبة الدم البارد ذات البال الطويل فعجينها يأخذ وقتاً إلى أن يختمر.

نصائح وتحذيرات خاصة بالخبز

وتدور في بعض القرى معتقدات عن الغرابيل والمناهل ترمي إلى عدم جواز إقراض المنخل أو الغربال ليلاً دون أن تضع فيه صاحبته كسرة خبز صغيرة حتى لا يدخل إلى دار المقترضة فارغاً وتفسير ذلك هو أن دخول المنخل أو الغربال على أهل الدار فارغاً يعد نذير شؤم بخلو الدار المستقبلة من الخير كما أن هذا الإجراء لا يقتصر على المنخل أو الغربال فقط ولكن على مختلف الأواني والأوعية والتي يجب ألا تدخل دار مقترضها دون أن يوضع فيها مت يلغي فراغها التام.