ترتب على اعتبار مصر ولاية رومانية فقدان الاستقلال السياسي وارتباط مصيرها بمصير الدولة الرومانية خلافا لما كان عليه حال مصر في العصر البطلمي حيث كانت مصر دولة مستقلة وكانت لها سياستها الخاصة وبلغت الدولة الرومانية أقصى مدى لها من التوسع في عصر الامبراطور أغسطس.
اتباع مصر للدولة الرومانية
حيث لم يقم خلفاؤه من بعده بفتوحات ذات أهمية فاقتصرت مهمتهم في الدفاع عن حدود الدولة التي كانت تتعرض لهجمات من الشعوب المجاورة ولم يحاول الروم مد سلطانهم إلى بلاد النوبة وكان هدفهم تأمين حدود مصر الجنوبية بالقوة او عن طريق المعاهدات لكن بعض القبائل المغيرة نجحت في اقتطاع أجزاء منها.
تاريخ الإمبراطورية الرومانية
تميز تاريخ الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث لكثرة المنازعات السياسية والتنافس على عرش السلطة وتدخل الجيوش الرومانية في هذه المنازعات وتعيين الأباطرة وعزلهم أو قتلهم وشاعت الحروب الأهلية وكثرت محاولات الاستقلال في الولايات بقيادة زعماء محليين تارة وتارة أخرى من جانب قواد الجيوش الرومانية.
استيلاء زنوبيا على مصر
بلغ من انتشار الفوضى السياسية والعسكرية في النصف الثاني من القرن الثالث أن تمكنت ملكة تدمر، زنوبيا من الاستيلاء على مصر بعد هزيمة حاميتها الرومانية لكن الرومان استطاعوا هزيمة جيش تدمر واسترداد مصر بعد ذلك بعامين.
كما تميزت الحياة السياسية في مصر خلال هذا العصر بكثرة الفتن والاضطرابات التي اختلفت أسبابها وتعددت مظاهرها تبعا للعهود ومع ذلك ما حدث عقب مغادرة أكتافيوس مصر بعد أن فرض على سكانها ضريبة رأس جديدة وما أن بدأ الموظفون تحصيل واجبات هذه الضريبة حتى اشتعلت ثورة 29ق.م.
