تعتبر ظاهرة انتشار الطرق الصوفية من المظاهر التي تميزت بها الحياة الفكرية في الريف المصري في القرن الثامن عشر، وهي ظاهرة جاءت نتيجة طبيعية للزلم الواقع على الفلاح واللجوء إلى الله والزهد والتقشف وتحمل المظالم والاستبداد فكانت حفلات ذكر الله في الموالد وزيارة الأضرحة هو نوع من الهروب من المشاكل اليومية والضغوط الاقتصادية.
يشيؤ المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي بأن هؤلاء المتصوفة كانوا جهلاء بأمور دينهم وكان لكل طريقة صوفية زاوية ولكن هذه الزوايا ارتبكت فيها أعمال الفسق والفجور مع الغلمان والنساء.
استطاع أصحاب هذه الزوايا جمع مبالغ طائلة من المال من الفلاحين وتحولوا لقوة اجتماعية بالريف ويذكر الجبرتي عن فسق أحد هؤلاء الادعياء ويدعى الشيخ سليمان البنهاوي اعتقد فيه الناس الجذب والولاية فاجتمع إليه كثير من أهل القرى وأقبلوا عليه بالنذور والهدايا واجتمع إليه من المردان أكثر من مائة وستين من العلمان.
ووقع الفلاح المصري تحت تأثير وسيطرة كاملة للطرق الصوفية وأدعياء الولاية والبركات من الدجالين والسحرة بطابع الإتكالية والاستسلام للمظالم ولجأوا لحل مشاكلهم عن طريق التدين الظاهري والهروب نن المشاكل لمشايخ الصوفية.
