عملية تحويل مسار المعدة و تكميم المعدة هى أحد أنجح عمليات علاج السمنة المفرطة و أكثرها تحقيقا لنتائج فائقه فى نزول الوزن و علاج الأمراض التى تسببها السمنة مثل مرض السكر, إرتفاع ضغط الدم, الذبحة الصدرية, تكيس المبايض و تصلب الشرايين.
صرح دكتور محمود زكريا أستاذ جراحات السمنة المفرطة بجامعة عين شمس بأن عملية تحويل مسار المعدة هى المعيار الذهبى لكل جراحات علاج السمنة وذلك لأنها تستخدم كمقياس لعمليات السمنة الاخرى لتقييم نتائج هذه العمليات و فاعليتها فى نزول الوزن و أن عملية تحويل المسار هى من أقدم عمليات السمنة حيث أنها تجرى منذ أكثر من 60 سنة.
يتم إجراء عملية تحويل المسار باستخدام المنظار الجراحى و الذى يتم إدخاله داخل بطن المريض عن طريق فتحات صغيرة بجدار البطن لا يتعدى طولها 1 سنتيمتر. نستخدم فى عملية تحويل مسار المعدة دباسات جراحية حديثة تمكنا من عمل جيب معدة جديد يتراوح حجمه من 25 إلى 50 سنتيمترمكعب كما نقوم بتوصيل جيب المعدة الجديد بالأمعاء.
كما أشار دكتور محمود زكريا بضرورة عمل إختبار للتسريب قبل الإنتهاء من إجراء العملية و ذلك باستخدام نوع معين من الصبغات الطبية حيث يتم حقنه داخل جيب المعدة الجديد لضمان عدم وجود أى تسريب من المعدة أو الأمعاء كما أضاف بأهمية إلتزام المريض بالتعليمات خلال أول شهر ونصف بعد العملية لضمان حدوث التئام كامل بالمعدة.
تقل كمية الطعام التى يتناولها الشخص بعد عملية تحويل المسار و ذلك لصغر حجم المعدة الجديدة و لانخفاض مستوى هرمون الجوع كما ينخفض معدل امتصاص المواد الغذائية فى الأمعاء و ذلك لأننا تجاوزنا جزء من الأمعاء الدقيقة. لذلك تعتبر عملية تحويل مسار المعدة من أكثر عمليات السمنة فاعلية فى علاج السمنة المفرطة و التخلص من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل مرض السكر.
أضاف دكتور محمود زكريا أن هناك معلومات غير صحيحة يتم تداولها عن عملية تحويل مسار المعدة مثل:
- لا يتم الإستفادة من اى مواد غذائية بعد عملية تحويل مسار المعدة و هذا كلام غير صحيح حيث أننا تجاوزنا جزء محدد من الأمعاء الدقيقة لا يتعدى ثلث طول الأمعاء الدقيقة ( 2 متر تقريباً) و لكن يمر الطعام خلال الجزء المتبقى من الأمعاء الدقيقة ( 4 متر تقريباً) و الأمعاء الغليظة و يتم فيه هضم و امتصاص 70% من الطعام تقريباً.
- لن تستفيد من الأدوية و الفيتامينات التى تتناولها عن طريق الفم بعد عملية تحويل مسار المعدة و هذه معلومة غير صحيحة بالمرة.
قد تحدث مضاعفات بعد عملية تحويل مسار المعدة مثل:
- الأنيميا, نقص الفيتامينات أو المعادن بالجسم. لذلك ننصح بتناول الفيتامينات بعد عملية تحويل مسار المعدة كما ننصح بالمتابعة الغذائية و تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات, الفيتامينات و المعادن بعد العملية.
- يعاني بعض المرضى الذين خضعوا لعملية تحويل مسار المعدة من “متلازمة الإغراق”. تحدث متلازمة الإغراق بسبب تناول السكريات حيث يؤدى مرور السكريات بسرعة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة إلى حدوث انتفاخ وتقلصات في البطن, غثيان, خفقان القلب وسرعة ضربات القلب, التعرق و دوار أو إغماء. يمكن علاج متلازمة الإغراق عادةً عن طريق إجراء تغييرات على نظامك الغذائي. إذا كنت تعاني من متلازمة الإغراق بعد الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة ، فمن المهم أن تطلب مشورة طبيبك وأخصائية التغذية.
- قد يحدث تضيق للوصلة بين المعدة و الأمعاء مما قد يسبب القيء ( ترجيع) بعد الأكل أو الشرب. يمكننا علاج تضيق الوصلة بسهولة ، لكننا بحاجة إلى علاجه على الفور. إذا كنت تعاني من القيء بعد الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة ، فاتصل بطبيبك في أقرب وقت ممكن.
- أحد أخطر مضاعفات عملية تحويل مسار المعدة هو تسريب عصارة المعدة الذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بالإلتهاب البريتونى. الإلتهاب البريتونى هو التهاب يصيب الغشاء الأملس الذي يبطن تجويف البطن. نسبة حدوث التسريب بعد عملية تحويل مسار المعدة لا تتعدى واحد فى الألف فى مراكز السمنة المعتمدة. قد تشمل علامات حدوث التسريب : حمى (ارتفاع درجة الحرارة), زيادة آلام البطن, ألم في الظهر, الفواق (زغطة) وسرعة دقات القلب. إذا واجهت أيًا من هذه الأعراض بعد الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة ، فمن المهم الاتصال بطبيبك على الفور.
لقد أكد دكتور محمود زكريا على عدة عوامل مهمة لتجنب حدوث المضاعفات بعد عملية تحويل مسار المعدة أهمها:
- إختيار الجراح الخبير المتخصص فى جراحات السمنة.
- اجراء العملية فى مستشفى مجهزة و مناسبة لهذا النوع من العمليات.
- إتباع المريض لتعليمات الطبيب بعد العملية.
إذا توفرت هذه الشروط و التى أهمها إختيار جراح السمنة الخبير فسوف تقل نسب حدوث المضاعفات إلى المعدلات العالمية و يتعافى المريض بعد عملية تحويل مسار المعدة بدون حدوث اى مشاكل او مضاعفات تذكر.
