يذهب كثير من الباحثين وجادة القراء في السودان إلى أن الشاعر محمد عبدالحي يعتبر نسيجاً وحده من حيث الخطاب الشعري، ولعل صوره الشعرية ظلت فريدة لما حفل به شعره من رموز تستوحي ظلالها من الأسطورة.
الإرث الإبداعي للشاعر عبدالحي
من يبحث في الإرث الإبداعي للشاعر محمد عبدالحي، لا يداخله الشك أن الموهبة الشعرية عنده نهلت من الحصيلة الثقافية الواسعة فالأكاديمي الشاب الذي حصل إجازة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد الشهيرة ببريطانيا، ثم عمل محاضراً في الأدب الإنجليزي بجامعة الخرطوم حتى صار رئيساً للقسم بكلية الآداب.
لم يكتف محمد عبدالحي، بالتدريس والبحث الأكاديمي بل ظل يرفد الصحف المحلية والعربية بترجمات في الأدب المقارن مثل الدراسة التي نشرها بمجلة الدوحة عام 1979م، حول سمات التشابه بين الأديب والشاعر الإنجليزي الشهير وليام بليك والأديب السوداني معاوية محمد نور.
قراءة الأدب الإفريقي
كان محمد عبدالحي، من قراء الأدب الإفريقي من خلال برنامج إذاعي شهير عنوانه “أقنعة القبيلة” كما أنخ حقق الأعمال النثرية للشاعر السوداني الذائع الصيت التجاني يوسف بشير، كل تلك الحراك الثقافي والأكاديمي المميز جاء في حياة لم تتخط الخامسة والأربعين.
الأسطورة في أشعار عبدالحي
أفاد الشاعر محمد عبدالحي، كثيراً من استخدام الأسطورة ورموزعا في مطولاته الشعرية وفيما يتعلق بقراءة واقع أمته الثقافية وفي ممارسة حقه كشاعر ينفذ عبر اللغة والإشارة إلى كون من صنعه إلى كون مخيلته لكنه، ليس بعيداً عن مفردات تاريخ وتكوين أمته الاجتماعي والثقافي.
كبير شعراء السودان
تفصح أشعار محمد عبدالحي، عن نضج فني ومحاولة لابتكار عبارة شعرية جديدة لكن تظل قصيدة “العودة إلى سنار” عملاً جريئاً متميزاً يكشف عن شاعرية مبكرة وعن تحصيل معرفي هائل لواحد من طليعة العلماء والباحثين السودانيين وأحد كبار شعراء السودان.
