محمد شكري رائد أدب الاعتراف العربي ما هي قصته؟

محمد شكري رائد أدب الاعتراف العربي ما هي قصته؟
محمد شكري
https://www.sba7egypt.com/?p=193692
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

بعد ما فعله المغربي الراحل محمد شكري في رواية “الخبز الحافي” نقلة نوعية في عالم الكتابة الإبداعية العربية، فقد خاض فيما يعد محرماً في قائمة الأعراف الموروثة وهو الكشف عن مشاعره تجاه أمه وأبيه كتابو وهنا بيت القصد أما ما كتبه عن مجتمع مدينة مراكش في ثلاثينيات القرن الماضي فليس من الصعوبة أن تجد من يكتب عن مدينته أو قريته، سواء عبر الرواية أو التاريخ أو أي حقل آخر.

 

كتب محمد شكري، ما كتب قبل زمان الفورة الروائية التي نعيشها اليوم إذ صدرت الخبز الحافي باللغة الإنجليزية عام 1973م، وبالعربية بعد تسع سنوات وحتى اليوم لا تكاد تجد عملاً بارزاً يضاهي الخبز الحافي، على الرغم من التنوع والجرأة في المئات من الروايات التي تملأ معارض الكتب والمكتبات، لأن منظومو الأعراف والقيم من ناحية والرقيب الذاتي من ناحية أخرة لا تسمع بأكثر من التمويه عبر اختلاق شخصية يودعها الكاتب كل صفاته وأسراره.

قد يزيد التمويه ليبعثر نفسه على أكثر نن شخصية وحتى هذا التمويه ليس كافياً للتهرب من أسئلة الفضوليين حول مدى التشابه بين شخصية الكاتب وأحد أبطال روايته.

إن ما درجت تسميته بأدب الاعتراف يعيش بانتعاش كبير في المجتمعات الغربية التي تؤمن بأن الاعتراف هو السبيل الوحيد للخلاص من الذنوب والحصول على المغفرة في المقابل نجد أن مجتمعات الشرق ومن بينها مجتمعاتنا العربية والإسلامية تؤمن بالعكس وهو أن “الستر زين” وما ستره الله بالليل لا يجب فضحه في النهار خاصة إذا كان مكتوباً في وعاء مرشح للخلود وهو الرواية.

وقد يفهم من مصطلح أدب الاعتراف أنه تمهيد للحديث في أشكال محددة من الحرمات علانية، ولكنه بخلاف المتوقع يشمل ذكر كل الصفات المتناقضة الملتصقة بكل الناس المحيطين بنا، نثل البخل أو العصبية الزائدة وأدب الاعتراف يسجل النوايا الحقيقية للكاتب في الحظات التي يتخذ فيها قرارات ظاهرها النبل وباطنها كل الخبث