كيف تكون ردة فعلك إذا قيل لك إن واحداً من رجال المليارات أشترى قطعة من الفحم، في مزاد عالمي بملايين الدولارات؟ من المؤكد أنك ستعتبر ذلك الخبر واحداً من شطحات الصحافة وستعجب للخيال الواسع الذي يؤلف تلك الحكايات ليثير القراء، ويشدهم إلى صحيفته لكن الخبر الذي نشرته كل صحف العالم قبل عامين، عن شراء تاجر من أبناء الخليج العربي لواحدة من قطع الفحم بمبلغ 16 مليوناً ونصف المليون دولار عداً ونقداً في مزاد “سودبي” العلني بجنيف بعد منافسة حادة بين كبار تجار المجوهرات ذلك الخبر لم يكن “توليفة” صحفية بل كان حقيقياً.
لم تكن قطعة الفحم التي اشتراها الرجل الخليجي قطعة فحم بكل معنى الكلمة بل هي حجر من نفس عائلة الفحم، اسمه الألماس ولا يختلف في تركيبه الكيميائي عن الفحم إلا بتركيبه الذري، وصلادته العالمية ومعامل انكساره الذي يجعله منبعاً لإشعاع فريد وبريق جداً.
كان وزن قطعة الفحم البالغة من السعر 16 مليون دولار 100,10 قيراط فهل تستحق هذا الثمن الخيالي فعلاً؟ إن قطعة الفحم السالفة الذكر، تتفرد ببضع الخواص كوجود زوايا قائمة لها نحو 6 أو 8 وإذا انكسرت فلا تنكسر إلا مثلثاً وتقطع كل حجر تمر عليه وصلبة تثقب بها بقية الأحجار الكريمة كالياقوت والزمرد والدر.
وقد ارتبطت بهذا النوع من الألماس منذ القدم معتقدات خرافية فذكروا أنه يفتت الحصاة في المثانة ويجلو الأسنان ويبيضها ويحفظ الطفل من الصرع إن علقت عليه لحظة ولادته.
