مكانة الصورة الفوتوغرافية بين الأمس واليوم

مكانة الصورة الفوتوغرافية بين الأمس واليوم
التصوير
https://www.sba7egypt.com/?p=191665
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

كان للصورة خصوصيتها وتفردها فلا يخطر ببال أحد أن صورة ممكن أن تنتشر أو يراها الآخرون فهي مرتبة في ألبوم مخصص لحفظها لا يراهاةإلا من أتيح له التصفح وكان الاستعداد للصور يعني العناية بالهيئة وانتقاء الملابس والابتسامة والجمعة والتجمع، فكانت الصور الفردية لا تبدو مناسبة في ظل محدودية التصوير وقليلاً ما تكون اللقطة عفوية أو خالية من الءشخاص لأنها مكلفة ومحسوبة بالعدد.

 

صارت الصورة اليوم بلقطة سريعة غير مكلفة يمكن رؤيتها قبل الالتقاط ويمكن تكرارها وحذفها والتعديا عليها وأصبح من الميسور نشرها وانتشارها والأهم من هذا كله أننا أصبحنا بحاجة إلى أدبيات التصوير فكثيراً ما يلجأ بعض المبهورين بقدرة الأجهزة التي يمتلكونها على التصوير لاستغلالها في مواقف غير لائقة وغير إنسانيو بغية مشاركتها مع الآخرين فعند وقوت حادث اعتاد الناس على التجمهر للمساعدة أو للمشاهدة والفضول، وربما لرؤية التفاصيل التي بتم حبكها في قصة مكتملة العناصر غير منتقصة يستمتع بقصها لآخرين تطل من عيونهم الدهشة.

بات الناس يتزاحمون ويتزاحمون لا للمساعدة ولكن للتصوير والنشر وحصد الإعجابات والتفاعل غير آبهين بالبعد الإنساني والاجتماعية والأخلاقي وأصبحت الصورة نافذة يمكن لأي كان الإطلال منها عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة والمحدثة بجنون، مغتنمين فوضى العصر لاقتناص الفرصة فكل مشهد خارج عن المألوف سواء كان طريفاً أو محرجاً أو حتى مؤلماً يرى فيه بعض الاستغلاليين فسحة للتصوير والنشر وانتظار التفاعل المرجو.

لابد من التوصل إلى بروتوكول أو الاتفاق على أدبيات التصوير وتقنين فوضى الميديا، التي تكتسح عالمنا من دون ضوابط والتي تستهلك بشراهة وأصبح الجميع يتعامل معها دون مرجعية أخلاقية أو ضوابط.