الدكتور محمود حنفي مصطفى أستاذ خدمة الجماعة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية 6 أكتوبر، صدرت له العديد من المؤلفات التي شاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52 للعام الجاري، والتي حملت عناوين (مهارات رجل السياسة، لماذا أفشل وينجح الأخرون، في بيتنا معاق، فن إدارة المعسكرات وإعداد القيادات الشبابية)، وظهر الدكتور محمود حنفي في لقاء تلفزيوني على القناة الثانية المصرية مع الإعلامية نهى مروان متحدثاً عن أحد مؤلفاته (مهارات رجل السياسة)، الذي طرح من خلاله العديد من الأمور والقضايا الشائكة التي مرت بها البلاد وعاصرتها على مدار حقبة تولي جماعة الإخوان المسلمين الحكم في مصر، لذلك نود التطرق معكم لمناقشة بعض النقاط الهامة التي لمسها في كتابه من خلال حوارنا التالي:
ما هي رؤية الدكتور محمود حنفي لمصر أثناء حكم جماعة الإخوان ؟
إن وجود الإخوان المسلمين لم يعطِ لمصر شيئاً من الإيجابية، ولم يكن لديهم أي أهداف تنموية لصالح الدولة كما كانوا يدعون، حيث تمثلت أهدافهم في أعمال الخراب والعنف مختبئين خلف عباءة الدين فقط.
دكتور محمود حنفي
كيف أصبحت مصر بعد سقوط قناع الإخوان المزيف ؟
مصر قوية ولديها القدرة على الانتفاضة والقيام من جديد رغم كل ما حدث، وهو ما شاهدناه من قيام الدولة المصرية مجدداً بذلك القدر الكبير من أعمال التنمية الشاملة المستدامة، سواء كان على الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، متمثلاً في القيادة الرشيدة من أعلى سلطة تنفيذية بالدولة وهي رئاسة الجمهورية بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يمتلك مبدأً سياسياً رشيداً ساعده في ممارسة القيادة السلمية في إطار المصلحة العامة للدولة، ويتمثل ذلك في ثلاث مباديء أساسية ومتداخلة لا تنفصل، وهي:
1- مبدأ الشورى: الشورى صفة أساسية متأصلة في المؤمنين تم ذكرها في القرآن الكريم حين قال سبحانه وتعالى “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ“، إذا فالشورى مبدأ عظيم ولابد من الاقتضاء به، وهو ما لم نلحظه في عهد الإخوان المسلمين، نظراً لاقتصاره على الجماعة فقط مع إبعاد أهل العلم والمعرفة، وهو ما يمثل ضعفهم في الإعداد لبناء الهيكل التنظيمي لهم، فالتخطيط للقيام والنهوض بالدولة أمر يتطلب المشورة من قبل الجهات المختصة لإتخاذ القرارت السليمة.
2- مبدأ العدل: يجب أن يتعامل القائد بمبدأ العدل والمساواة بين كافة طوائف المجتمع، فالعدل أساس المُلك، والمُلك هنا بمعنى “الحُكم” بغض النظر عن الجنس أو اللون أو القومية أو الدين، بينما كانت تعمل جماعة الإخوان المسلمين وبشكل رسمي وواضح على التفرقة العنصرية بين أطراف الشعب المصري بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما أفقدهم عنصر تحقيق العدل عند إدارة المُلك أو الحكم.
3- مبدأ حرية الفكر: وهو المبدأ الذي يوفر المناخ المناسب للنقد البناء، حيث يحق للشعب التعبير عن فكره ورأيه في سير منظومة الدولة بأكملها بكل حرية، وهو ما عملت الجماعة على إخماده متعمدة طمس آراء الشعب المصري فى نظام حكمهم الذي لم يصدق في أي وعد من وعوده المتمثلة في كلام الرئيس السابق محمد مرسي ببناء الدولة المصرية خلال مئة يوم فقط، وأنه سوف يعمل على حل أكبر خمس مشاكل تواجه مصر في تلك الأثناء ولم يحدث، وهي:
– مشكلة التموين.
– مشكلة الطاقة.
– مشكلة القمامة.
– مشكلة المرور.
– مشكلة الأمن.
ما هي مواصفات الشخصية القيادية القادرة على النهوض بالدولة في وجهة نظرك ؟
مواصفات ومعالم الشخصية القيادية تتوافر جميعها في قائد مصر الحالي الرئيس السيسي، والتي تتلخص في قدرته الذهبية على التحليل والتواصل من الآخرين في كافة التعاملات سواء الداخلية في مصر أو التعاملات الدولية، معلوماته بكافة المجالات واهتمامه بالمواطن المصري، الإطلاع والثقافة والقدرة على التخاطب والتفاهم، القدرة على التقدم والهمة العالية في التنفيذ، وهي كلها أيضاً عوامل أثبتت التجربة العلمية أنها لم تُطبق في عهد الجماعة.
ماذا عن رأي الدكتور محمود حنفي في المواطن المصري ومدى قدرته على الانتفاضة رغم كل ما حدث ؟
إنّ رجل الشارع العادي أدرك مصلحة الوطن والمواطن المصري، وهو ما لاحظناه جميعا في وعيه الكامل لمصلحة وطنه ورغبته في تولية من يكون جدير بالمسؤلية تجاه الدولة، فالمواطن المصري أدرك أن الجماعة لم ولن تكن جديرة بالمنصب الفائق على قدراتهم المحدودة، لذا بدأت عملية الانطلاق والانتفاضة منذ تجهيز حركة تمرد وما أعقبها من توالي في الأحداث من نزول الشعب في يوم الإرادة والانتفاضة لكرامته بـ30 يونيو 2013 وما تبعها من أحداث 3 يوليو إلى أن خرج الجيش المصري العظيم مؤيداً كلمة الشعب الذي لا يُقهر أبدا.
هذا وتمثل وعي الشعب المصري أيضاً في أدق التفاصيل مثل العبارات التي أطلقها من: الجيش والشعب إيد واحدة، والجيش والشرطة إيد واحدة، والجيش والشعب والقضاء، وهو ما أشار إلى وعي المواطن المصري وإدراكه الكامل بأركان الدولة الأساسية المتمثلة في الجيش والشرطة والقضاء، القادرين على حماية مقدراته وتحقيق كافة طموحاته والارتقاء به في كافة الجوانب من تعليم وسياسة واقتصاد.
ما هو رأيك في التطورات الأخيرة التي حدثت في مصر ؟
أرى أن الدولة المصرية تسير في اتجاه مُرضي بجميع المجالات، وأن عمليات التطور الذي حدثت في مصر بالآونة الأخيرة تحول فائق بالنسبة للدولة، وذلك برجوع عمليات الأمن والأمان والاستقرار والبناء الاقتصادي، فمصر في ظل جائحة فيروس كورونا الراهنة تعد واحدة من الدول القليلة التي حققت فائض للدولة، وذلك يمثل معجزة لمصر التي تحاول البناء مجددا، فلولا جائحة كورونا لكانت الدولة المصرية قفزت قفزةً هائلة في الاقتصاد، فهي تسير في النظام الصحيح لما توفره وتقدمه للمواطنين وخصوصاً بعد المبادرات التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية، على سبيل المثال (مبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، ومبادرة رئيس الجمهورية لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والإكتشاف المبكر للفشل الكلوي، ومبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي)، والعديد من المبادرات التي أطلقها أيضاً، إضافةً إلى التعامل الاحترافي مع أزمة كورونا من قبل مؤسسات الدولة ووزاراتها ومجلس وزرائها، ونجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي.
الدكتور محمود حنفي
اقرأ أيضاً
