صفاء القاضي لـ”صباح مصر”: فقدنا الاتصال بأبي أيام الحرب وعلمنا أنه حي من صورته الشهيرة “أيقونة النصر”

صفاء القاضي لـ”صباح مصر”: فقدنا الاتصال بأبي أيام الحرب وعلمنا أنه حي من صورته الشهيرة “أيقونة النصر”
عبد الرحمن القاضي أيقونة نصر أكتوبر
https://www.sba7egypt.com/?p=162982
فاطمة عبدالحميد
موقع صباح مصر
فاطمة عبدالحميد

وجهت صفاء عبد الرحمن أحمد عبد اللاه القاضي، ابنة صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر، “أيقونة النصر” ، التي التقطت له وهو يرفع سلاحه مبتهجاً بالنصر رسالة لوالدها الراحل في أول ذكرى لانتصارات حرب أكتوبر المجيد تمر بعد وفاته يوم 24 مايو 2019.

 

 

وقالت صفاء القاضي، في تصريح خاص لموقع “صباح مصر”، أن ذكرى نصر أكتوبر المجيد تختلف هذا العام عن كل الأعوام التي مضت، حيث أن هناك شيئاً ما فُقد بفقد أبيها، قائلة: ” ها هو نصر أكتوبر يطل علينا مثل كل عام، لكن هذا العام يختلف تماماً بعدما فقدت أبي،  فعندما انظر إلى صورة أيقونة النصر التي تملأ المكان من حولي، أبحث عنه فلا أجده معنا أشعر وكأن الدنيا أظلمت من حولنا”.

 

عبد الرحمن أحمد عبد اللاه القاضي

عبد الرحمن أحمد عبد اللاه القاضي

 

لكن رغم الشعور الحزين الذي ظهر خلال كلمات صفاء القاضي عن أبيها، إلا أنها سريعاً ما أشادت ببطولته ونصره اللذان ظهرا جلياً، في حرب النصر المجيدة، حيث أشارت إلى أن أبيها عاش بطلاً ورحل بطلاً تاركاً خلفه سيرة خالدة وبطولة دائمة سطّرها التاريخ على مر العصور والأزمان، خلدتها صورة أيقونة النصر، التي تحمل الجلد والحرب والنصر والفرح في آن واحد.

 

وتابعت “القاضي” تصريحاتها قائلة أن أبيها حارب في شهر رمضان المبارك وانتصر، ورحل في شهر رمضان أيضاً وترك لهم النصر والفخر والعزة، وما بين النصر والرحيل عمراً أزهر بالعطاء، حيث أكدت أن تواجده بالجيش مدة 7 سنوات انعكست على طباعه الخاصة فجعلته رجلاً عسكرياً من الطراز الأول، فـ كانت الحرب والنصر وسيناء باستمرار في ذاكرته، فأصبح رجلاً شديد الانضباط والالتزام، لا يفعل إلا الصواب، كما أنه كان يتذكر تفاصيل صغيرة جداً لم يتمكن من نسيانها بمرور تلك السنوات، مثل أسماء زملاؤه في الكتيبة بالاسم ثلاثي وعنوان البلدة وتفاصيل الحصار وكل تفاصيل يوم 6 أكتوبر، فلم تفته فائتة.

 

أيقونة النصر مع أسرته

أيقونة النصر مع أسرته

 


وكشفت الابنة عن طلب ورغبة مُلحة كانت دائماً بداخلها، حيث طلبت من أبيها عبد الرحمن القاضي أن تكتب كتاباً تسجل فيه أجوبة الأسئلة التي تدور ببالها وتلقيها على والدها بخصوص الحرب، فيجيبها إلا أنها لم تكمل الكتاب قبل رحيل والدها حيث كان يرفض الإجابة عن بعض الأسئلة مبرراً ذلك بأن هناك أشياء لا يجوز الحديث عنها من باب الكتمان والسرية، واصفةً والدها بالأمين على الأسرار العسكرية ولا يفشيها أو يتناقلها.

 

وأوضحت كيف كان أيقونة النصر يصف لأبنائه تفاصيل يوم حرب 6 أكتوبر 1973، ولحظات النصر، عندما جاءتهم الأوامر بالحرب وخرجوا من خنادقهم فوجدوا الطيران المصري وكلمة الله أكبر تزلزل الأرض، لينطلقوا قاهرين العدو محققين النصر والعبور بسعادة وفرحة لا وصف لها، مؤكداً أنهم كجنود كانوا يزهدون الحياة في سبيل النصر أو الشهادة، كما أن من أشهر العبارات التي كان يرددها عبد الرحمن القاضي هي جملة الزعيم جمال عبد الناصر “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.

 

عبد الرحمن القاضي مع أحفاده

عبد الرحمن القاضي مع أحفاده


وكشفت صفاء عن قصة الصورة التي التقطت لوالدها “أيقونة النصر”، قائلة أن أبيها كان مفقوداً في الحرب لمدة طويلة حتى أنهم اعتبروه في عداد الشهداء عندما فقدوا كل وسائل الاتصال به، وعندما أُذيعت الصورة يوم النصر وشاهدها أهله وأسرته وأهالي بلدته، تعرفوا عليه وتأكدوا أنه حي من خلال صورة أيقونة النصر، وأنه عندما عاد والدها قال أنه لم يعلم كيف ومتى التقطت تلك الصورة.

واختتمت: “بالفعل رجع أبي بعد النصر بمدة واستقبلته البلدة على محطة القطار بضرب النار، من فرط السعادة لكنه انزعج من الطلقات وطلب منهم التوقف لأن الطلقات كانت تزعج ابنته الصغيرة التي حملوها إليه لاستقباله حيث لم يراها إلا مرات معدودة فقط”.

 

عبد الرحمن القاضي "أيقونة الحرب"

عبد الرحمن القاضي “أيقونة الحرب”

 

أيقونة حرب 6 أكتوبر “عبد الرحمن أحمد عبداللاه القاضى”