“السوق الجديد” .. المنتشر مؤخراً هل هو مرض العصر أم منعش العصر ؟!

“السوق الجديد” .. المنتشر مؤخراً هل هو مرض العصر أم منعش العصر ؟!
https://www.sba7egypt.com/?p=20187
فريق الموقع
موقع صباح مصر
فريق الموقع

دمياط : ميادة الزقزوق _ ماجدة النخلاوى

 

البيع الإلكترونى عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي ، يعد نوعاً جديداً من التسويق للمنتجات التي غالباً ماتباع بأسعار زهيدة ، مقارنة بأسعار السوق في منافسة غير متكافئة بين الطرفين ، فبينما يدفع تاجر السوق الضرائب وإيجار المحل ومصروفات أخري كالهرباء ورسوم محلية ، نجد آخر يعرض نفس البضاعة عبر الفيس بوك بنصف السعر متهرباً بذلك من الضرائب وربما الجمارك ، لأن البضاعة الواردة في أحبان كثيرة تدخل البلاد بإتبارها للإستعمال الشخصي .

في البداية ظهر الأمر وكأنه ظاهرة قابلة للزوال ، ولكن خيب البيع إلكترونيا كل التوقعات ليسيطر علي حركة البيع ، فتحول لمكان للإعلان حتي من أصحاب المحلات التجارية ، وأصبحت معظم الماركات العالمية تباع بعيدا عن وكلائها ويؤتي بها خارج البلاد مباشرة ، طريقة البيع الجديدة لابد أن لها أثراً سلبياً علي حركة البيع في الاسواق ، لان طلب البيع اون لاين بخاصية التوصيل المنزلي يمثل مزايا اضافيه للسعر المنخفض .

مؤيد ومعارض للشراء اون لاين

تقول “ن.ج. طالبة جامعية” انا لا أؤيد الشراء من على مواقع التواصل الاجتماعي ، فى رأى انه من الأفضل انك ترى السلعة والخامة قبل الشراء ،ومن الممكن أن يكون المقاس غير صحيح ، فمن الأفضل النزول والتسوق فى الواقع وليس افتراضياُ ،الشراء من على الإنترنت من وجهة نظرى له ميزه وحيده وهي توفير الوقت والجهد بالبحث عن السلعة.

وتحدثت احدى المتعاملات مع مواقع البيع عبر الفيس بوك “ل.م. ربة منزل” قائلة “انا فى تجربه سابقه للشراء ولكن فاشلة بصراحة ،لان الى وصلى غير الى شفته على الصفحة تمامآ،وسعرها كان أغلى مقارنة بالسعر الى شفته فى السوق.”

اما “أ.ح. مهندس إلكترونيات ” يقول برأى ان الشراء من الانترنت ،أفضل كثيراً فهو بكل بساطه سوق عالمي ،يوفر اى منتج فى العالم بالصورة والتجارب الآخرين وتعليقاتهم عليه ،ولكن بالنسبة لمصر أو بمعنى أصح الكريدت أون لاين فى مصر ،ليس امنآ بما يكفى وسهل اختراقه سواء بماكينة السحب أو الشراء عن طريق موقع ويب ،اما لو تحدثنا عالمياً أو دول اخرى فهناك فرق شاسع فى الخصوصيه والامان ويتم الشراء يومياً بدون خوف .

وتتفق “م.أ.أخصائية إعلام تربوى ” واحدى المشتريات عبر صفحات الفيس بوك، مع (أ) فى الرأى وتضيف ولكنى أرى ان وسيلة الدفع المضمونة هى الكاش ، لان الدفع عن طريق الفيزا به احتمال كبير للنصب والسرقة،مشيرة إلى مدى إعجابها بقدرة هذه الصفحات فى التسويق للمنتج وطريقة عرضه بشكل مختلف لجذب كثير من الناس .

مشروع صفحات البيع اون لاين على الفيس بوك

(أ. م . صاحبة صفحه لمسات بنات )على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، تقول انها بدأت البيع عبر الفيس بوك منذ فترة والمشروع كان صعبا فى البداية ،لان الناس تخاف ان تشترى سلعة لا تراها ولا تلمسها الا من خلال الصورة المعروضة، كما ان التخوف كان فى عدم مطابقة الصورة للمنتج ،ولكن بعد فترة استطاعت كسب ثقة العملاء لان الناس تحب ان تاتى السلعة اليها بدل ان تبحث عنها لساعات طويلة .

وحول اختيارها لمواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من اقامه مشروع على أرض الواقع تقول :”حياتنا كلها بقت على الفيس بوك” ، مشروع على ارض الواقع يحتاج الى تكلفة كبيرة وإجراءات مرهقة ،أما البيع اون لاين قليل التكلفة والجهد ،ولكن برغم ذلك يواجهنى بعض الصعوبات فى عملى ،أحيانا تتأخر الاوردارات فى الوصول وهذه مشكلة “تدبيس الأوردو “بمعنى ان يطلب عميل أوردو ولا يأتي على موعد الاستلام ليأخذه ويختفى تماماً ويقوم بعمل بلوك لى حتى لا استطيع الوصول له .

فرصه لتنميته الهويات :

يعطى البيع أون لاين فرصه للمبدعين ،من اجل نشر تصاميمهم وإبداعاتهم ،التى تصنع أيديهم على نطاق واسع ،بدون راس مال وبدون تكلفة.

(إ.ص طالبه بالمرحلة الثانوية)، دفعها حبها بالعمل اليدوى للإكسسورات الى تسويقها ،عبر صفحة خاصة على الفيس بوك ،والدخول الا عالم البيع “اون لاين ” تقول ان البيع اون لاين لا يحتاج الى راس مال كما يحتاجه المشروع بمحل لبيع الإكسسوارات ،كما أنه غير ملزم بفترات معينه للبيع أو الكميات كبيرة للعرض فى المحل ،وإنما تقوم بالتنسيق مع احتياجاتهم العلمية قبل البدأ بالعمل والعرض أون لاين بين الدراسة والعمل والعرض أون لاين .

من المتضرر الأكبر من السوق الجديد …؟!

التجار هم المتضرر الأكبر من عملية البيع أون لاين ،عبر الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي ،التى عرفت بالسوق الجديد .

فيقول (و.ع .صاحب محل مستحضرات تجميل بدمياط الجديدة) من وجهة نظرى أن أغلب هذه المواقع مجرد كذبة ،ليست جميعها صادقة بجودة السلعة والمزايدة عليها وبعض الأسعار المبالغ فيها ،مضيفآ أن مثل هذه المواقع المتضرر الأكبر منها هو التاجر الصغير ،تفرق معه أكثر لأنه لا يستطيع البيع بسعر أقل من التى تبيع به هذه المواقع،اما المحلات الكبيرة لا تتأثر كثيراً فى الغالب ،لدينا بالمحل يعرف الزبون الفرق بين جودة منتجات المحل ،وبين جودتها على هذه المواقع لذلك لم يتأثر المحل كثيرآ.

بينما ترى (ر.ر أحدى العاملات بمحل ملابس أطفال بدمياط ) أن بعض المواقع وسيلة للدعاية ليس الا توفير لوقت العميل ،قائله “عندنا للمحل صفحه على الفيس بوك ،بتوفر وقت ليناوللعميل ،بمجرد ماتعجبه حاجه على صفحتنا ،بيجى يأخدها على طول بدل ماننزل كل الأرفف ليستقر على مايريد” ،هذا هو الجانب الإيجابى للدعاية عبر مواقع التواصل الأجتماعى
أما الجانب السلبى أن بعض الصفحات تعرض بأسعار أقل وكثير من العملاء مع هذه الصفحات لايعلم ذلك ،الا بعد شراء ووقتها يرى الفرق اختلاف تام فى الخامات

وفى نفس السياق تقول (ر.ب.عاملة بمحل للأكسسوارات والهدايا ولعب الأطفال بدمياط الجديدة )حركة البيع فى المحل ضعيفة مقارنة بالسابق ،برجع ذلك لأسباب عدة أولها البيع أون لاين على الفيس بوك ،فنفس البضاعة تباع من داخل المنازل ،ولكن رغم هذا فى بعض الأيام ،عند وجود مناسبات يكون هناك حركة فى البيع أكثر من الأيام العادية .

مواقع البيع اون لاين تعتبر محرك للاقتصاد

أكد الدكتور هانى الزهار أستاذ المحاسبة بكلية التجارة جامعة دمياط ، أن التجارة الالكترونية من المحتمل ان تخفض معدلات البطالة ، اولا ًلان الشباب لكى ينشأ مشروع يتحمل تكاليف ثابته كبيره جدا من إيجار وكهرباء وغيرها ، وكل هذا سيعلي من التكلفة لأقصي حد بالنسبة له ، لكن من خلال امكانيات بسيطة عبر البيع اون لاين ، يقدر يمارس نشاطه وفي نفس الوقت من غير تكلفة عالية وهذا يشجع الشباب كثيراً.

أضاف “الزهار” أنه للاسف لاتوجد في مصر معايير لحماية عملاء مواقع البيع اون لاين من النصب ، فهي تتوقف علي الدوله لكل سلعة وكل خدمة سيكون سهلا تتبعها ، من خلال متابعتي للتجارب الاجنبيه وجدت بها ميزه من الممكن ان نستفيد منهم فمن اشهر مواقع البيع اون لاين إيباي وامازون ، فهما مستحوزين علي معظم صفقات التجاره اون لاين سواء افراد او شركات يعرضوا منتجاتهم من خلالها ، هنا تكون الاليه بها رقابه عن طريق العملاء من خلال رجع الصدي أى من خلال تعليقات العملاء وتقيماتهم على السلعة المعروضه ، الرقابة هنا من الممكن الأخذ بها فى مصر ، ولكن لدينا يكون البائع غالباً هو صاحب الموقع فبيقوم بالتحكم بالتعليقات والإنتقادات على السلعة .

واستطرد ” الزهار” أن الصناعات الصغيرة القائمة عليها بعض صفحات البيع اون لاين علي الفيس بوك ، هي الأمل القادم لان هناك بعض الدول التي تقوم اساسا علي الصناعات الصغيره هيكون افضل من ان يبحث الشاب عن فرصة عمل من الوارد عدم الحصول عليها ، وفي المقام الاول يكون الشاب يمارس صناعة ومهنه يجيدها ويحبها ، فالفكره تقوم علي ان ننظر الي هذه الصفحات والمواقع من منظور اقتصادي سنجد انها قادرة علي صنع إكتفاء ذاتي .

 

و قال المهندس جمال مارية رئيس جمعية حماية المستهلك بدمياط ،انه لا توجد ضوابط واضحة على حركة البيع والشراء عبر الإنترنت ، الضامن الوحيد فى مثل هذه الحالات هو ابرام اتفاق واضح بين البائع والمشتري علي مواقع البيع اون لاين ، من خلال تحديد ضمان مابعد البيع أى كيفية إرجاع السلعة أو استبدالها فى حال وجود عيب ،وأن يكون هناك فاتورة شراء عند إستلام المنتج مدون بها كيفية إسترجاع المنتج او إستبداله إذا كان به عيب ، فإن لم يتم فعل هذين الشيئين بين البائع والمشتري لايكون هناك مايضمن للمستهلك حقه .

كما أكد رئيس الجمعية ان هناك قوانين تحكم عملية البيع والشراء ولكن علي ان يكون في أرض الواقع ، فأغلب هذه المواقع “بياعين في الهوا” واسترسل قائلاً :ليس معروف عنهم شئ وهم ليسوا تحت سيطرة الدولة ، أما التجار علي ارض الواقع يكون عليهم سيطرة ورقابة وضوابط من الدوله تحكم عملية البيع والشراء .

وأضاف “مارية” هناك أكثر من 50% من التجار “سوق سودا” ، اما من لهم موقع ثابت ملموس علي ارض الواقع إذا حدثت مخالفه بينهم وبين المستهلك فإنه يقدم شكوي ضدهم ، ونقوم باللجوء الي الضرائب للتأكد من دفعهم للضرائب ، وما إذا كان مسجل في السجل التجاري بالغرفة التجارية وقتها نستطيع القيام بملاحقته حتى يستقر الحال .

وبذلك نصل الى ان التسويق الأكترونى يفتح الباب أمام الجميع لدخول عالم التسويق ،بغض النظر عن اعتبارات العلامة التجارية أو ضرورة كوّن المنتج سلعة قابلة للشحن والتسليم ،وبعيدا عن التكلفة المالية العالمية التى يحتاج إليها اى نشاط تجارى على ارض الواقع ،وقد تؤدى العجز المالى الى فشل هذا النشاط وتوقفه بالكامل ،هذا بالأضافه الى ماتوفره شبكة الانترنت وآليات العمل فيها من أمكانية استعمال تقنيات الصورة والصوت والفيديو ،كل هذا يمكن ان يساهم فى عرض المنتج أو الخدمة بشكل أكثر جاذبية فتزيد معه فرص الترويج والإقبال على المنتج او الخدمة المسوق لها ،وهذا يساعد على زيادة التنافس بين مواقع البيع اون لاين وبين المحلات مما يؤدى الى خفض او ثبتت الأسعار ،وذلك فى صالح المشترى أولاً وأخيراً.

 

 

“هتدفع تعويض لو فسخت خطوبتك” .. تعرف على القانون الجديد