كيف دخل الكونشرتو إلى الثقافة الموسيقية العربية ؟

كيف دخل الكونشرتو إلى الثقافة الموسيقية العربية ؟
الكونشرتو
https://www.sba7egypt.com/?p=185703
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تعرضت كل البلدان العربية إلى حملات استعمارية عسكرية لم تقتصر على فرض النفوذ السياسي والاقتصادي فحسب حيث كان لها التأثير الكبير في تطوير الحياة الثقافية لشعوب كل هذه البلدان، وبذلك ساهمت ثقافات عدة في إثراء الموروث العربي الذي لم يقتصر على أعمال ذات أسس مشرقية بحتة.

 

وقد ساهمت عوامل عدة في إدخال قالب “الكونشرتو” إلى الموسيقى العربية، فقد ساهمت حملة نابليون على مصر بالإضافة إلى الواقع الاستعماري الذي عاشته كل الأقطار العربية في الاحتكاك بالثقافة الغربية، والارتماء في هذه الحضارة الدخيلة جراء الانبهار بالتقدم والرقي اللذين حققتهما النهضة الثقافية والفنية الغربية.

تطور الآلات وتقنيات العزف عليها، بالإضافة إلى توظيف بعض الآلات الغربية في التخت العربي وتغير طرق الأداء والتركيبة التقليدية للتخت العربي التي أصبحت شيئاً فشيئاً تشابه التركيبة الأوركسترالية الغربية.

التأثير في الموسيقى العربية

سهولة التأثير في الموسيقى العربية، وذلك بسبب اعتمادها على “التلقين الشفوي” وعدم خضوعها إلى عملية التدوين المعتمدة على الترقيم الموسيقي الغربي الذي يساهم بشكل أو بأخر في المحافظة على الموسيقى ودرء مخاطر التغيير أو التأثر بالروافد الخارجية عنها.

وقد عبرت شيرين المعلوف عن هذه الفكرة بقولها: “ساهم التقدم العلمي التكنولوجي في وصول القوالب الغربية الدخيلة واقتحامها الأذن العربية وكذلك ظهور فئة من الموسيقيين المنبهرين بثقافة الغرب والساعين إلى التجديد بالاعتماد على مخزون هذه الثقافات الموسيقية.

كونشرتو عربي في الثقافة العربية

ساهم دخول ” قالب الكونشرتو” في تطوير التأليف الآلي العربي الذي كان شبه مقتصر على دور التمهيد للوصلات الغنائية، ونظراً لما يتميز به هذا القالب من خصائص بوليفونية هارمونيو ناتجة عن أصوله الغربية، فإن التأليف فيه قد غير من المسارات اللحنية التي كانت معتمدة في التلاحين ذات التقاليد العربية البحتة.

وتعد سيطرة الموسيقى الغربية على المسارات اللحنية ل”الكونشيرتات العربية” لا ينكرها إلا جاحد ولعلها راجعة إلى اعتماد هذا القالب على قواعد التأليف التونالية بيد أن هذه السيطرة ليست كلية ولا تخلو من بعض الاستثناء إذ يمكن ملاحظة بعض التغييرات خاصة في ما يتعلق ببعض المقامات المستعملة ذات الأصول العربيو لكنه استعمال حذر يأخذ بعين الاعتبار البناء الهارموني للكونشرتو ولا يتناقض معه.