كيف استغل العثمانيون الدين الإسلامي ؟

كيف استغل العثمانيون الدين الإسلامي ؟
كيف استغل العثمانيون الدين الإسلامي؟
https://www.sba7egypt.com/?p=274168
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يعد تطور التاريخ العثماني من حالة القوة التي كان عليها عام 1453م، عندما تم القضاء على الدولة البيزنطية واسقاط القسطنطينية إلى حالة الضعف التي آل إليها في عام 1529م، عندما فشل العثمانيون في اختراق وسط أوروبا وارتدوا مقهورين امام أسوار مدينة فينا يثير جدلاً شديداً بين المؤرخين ويطرح السؤال حول عوامل ضعف الدولة العثمانية.

 

تبنى فريق من المؤرخين من أمثال الدكتور عبدالعزيز الشناوي الفكرة الإسلامية الشائعة على مر التاريخ الإسلامي عبر أربعة عشر قرناً ومؤداها أن المجد الذي حققه المسلمون في عصور ازدهارهم يرجع إلى التزامهم بمبادئ الشريعة الإسلامية وأن ما أصابهم من اضمحلال عبر تاريخهم انما مرجعه اهمالهم لسبب أو آخر في تطبيق مبادئ الشريعة.

استغلال العثمانيين للدين الإسلامي

رتب هذا الفريق من المؤرخين مرجع قوة الدولة العثمانية فيما بين القرن الرابع عشر ومنتصف القرن السادس عشر إلى تمسك العثمانيين بمبادئ الشريعة الإسلامية وانهم عندما أهملوا تطبيق المبادئ الإسلامية منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر اخذت دولتهم في الضعف والاضمحلال حتى سقطت الخلافة وخلص أنصار هذا الرأي إلى أن الدولة التي تبتعد عن الأخذ بمبادئ الشريعة الإسلامية ولا تطبق قوانينها يكون نهايتها إلى الاضمحلال.

أسباب ضعف الدولة العثمانية

كما ذهب فريق آخر من المؤرخين إلى أن ما اصاب الدولة العثمانية من ضعف منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر يرجع بالدرجة الأولى إلى تخلف الدول حضارياً وعدم مسايرتهم لركب الحضارة الأوروبية الحديثة فالعثمانيون لم يقيموا للحضارة الأوروبية وزناً ولم يدركوا قيمتها يوماً من الأيام.

وأكد بعض المؤرخين أنه عندما كان كل من المسلمين والأوروبيين في مستوى حضاري واحد خلال العصور الوسطى كان الصراع سجالاً بين الفريقين فلما بدأت أوروبا تتطور نحو الأخذ بمعالم حضارة جديدة مغايرة أكثر تقدماً منذ القرن الرابع عشر الميلادي.

فشل الدولة العثمانية في التخطيط

تغيرت انماط التفكير بالاقناع واساليب الحياة ومنظومة القيم بأوروبا تدريجياً بالوقت الذي ظل فيه العالم الإسلامي جامداً عند حدود حضارة العصور الوسطى دون أن يكون لديه قدرة على تجاوزها أخذت الفجوة الحضارية تظهر بشكل تدريجي منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر ومن ثم كان عجز العثمانيين وتقهقرهم عند اسوار فينا دلالة على متغيراا جديدة لم يدركها العثمانيون خاصة والمسلمون عامة لفترة طويلة تمتد بشكل أو بأخر لوقتنا هذا.

 

اقرأ أيضا