لاشك ان فكر الدراويش كان مقبولا عند شعوب الدولة العثمانية وانتشرت هذه الأفكار الشعبية الدينية داخل أوساط غير المسلمين من يهود مسيحيين وساعدت الطرق الصوفية على نشر الإسلام بين أبناء هذه الديانات لقرب أفكارهم مع هذا الإسلام الشعبي.
لقد تعددت اافرق الصوفية في حميع ولايات الدولة العثمانية ووصل عددها إلى أكثر من ست وثلاثين فرقة اعترفت بها الدولة علاوة على عشرات الفرق الأخرى غير المعترف بها رسميا.
كان لهذه الفؤق تنظيم إداري وأعضاء وشيوخ بأغلب المدن والقرى ولها نظم للإحتفالات حول الأضرحة والمواسم والأعياد وطريقة العبادة وألوان الملابس والمسابح وتواجدوا في تجمعات تنظيمية تحكمها لوائح داخلية لكل فرقة.
أما مصادر الدخل والمال لهذه الفرق فكانت كبيرة فقد أوقفت السلاطين والأغنياء الكبار الأراضي الزراعية والمباني لتمويل هذه الفرق.
أصبج لها تكايا لتقديم الطعام والشراب وأماكن للمبين واستراحات كما انتشرت الزوايا في المدن والقرى وحول الأضرحة للعبادة والطقوس والاجتماع مع شيوخ الفرقة ولقد سيطرت هذه الفرق على عقول الناس وعلى مظاهر الحياة الدينية والاجتماعية واعتقد الناس في كرامة الأولياء وكرامة المشايخ وقدراتهم الخارقة في كل شيء يخص حياة الإنسان.
