كانت الحملة الفرنسية على مصر بمثابة ألقى في البركة الراكدة فاهتز السطح الهادئ في البحيرة المصرية وكان من المنطقي أن يتعاطف بعض الأقباط من ذوي المصالح مع قوات الاحتلال الفرنسي على أمل أن يخلصهم الفرنسيون من الظلم العثماني والمملوكي الذي دام قرابة اربعة قرون.
كما أن نابليون بونابرت كان بحاجة إلى قوة اجتماعية مصرية تساعده على الاحتلال والإدارة ومعرفة أخبار البلاد كما تعاطف مع الفرنسيين ضعاف النفوس من المسلمين ينشدون الأمن والمال والسلطان في ظل الاحتلال الفرنسي مثلما فعل مراد بك أحد زعامات المماليك عندما تعاون مع قوات الاحتلال بالصعيد.
المعلم يعقوب حنا
وهو من كبار الأقباط في الصعيد الذي تعاون مع سلطات الاحتلال الفرنسي مثل المعلم جرجس الجوهري وأنطون أبوطاقية فلتأؤس وملطي مثل بعض علماء الأزهر وكبار تجار القاهرة.
والمعلم يعقوب ظاهرة فريدة ولد في ملوي بمحافظة المنيا تعلم بالكتاتيب المسيحية وبرع في الحسابات وعمل لدى سليمان بك أغا في أرض الالتزام بأسيوج وأصبح ذو خبرة واسعة في الماليات والفروسية وفنون القتال .
كان من كبار الأثرياء وقد عرض خدماته على الفرنسيين فكلفه بونابرت بمرافقة الجنرال ديزيه أثناء حملته لإخضاع الصعيد فهو أدرك الناس بالصعيد ماليا وإداريا وقبليا بل وقاد فصيلة فرنسية لقتال المماليك.