تظهر علامات الكذب من اللغة التي يستخدمها الكذاب الذي يحوم غالباً حول موضوع السؤال ولا يدخل فيه بشكل مباسر فإذا جاء الجواب وجدته قصيراً غير محدد ومحاط بالشروحات والتفسيرات.
يلجأ الكذاب إلى التركيز حول العناوين الكبيرة والخطوط العريضة للموضوع ولا يحب الاقتراب من التفاصيل، فالذي يكذب بخصوص قيمة الثوب الذي يرتديه ويبالغ فيها قد لا يذكر لك المكان الذي اشتراه منه.
يضيف الكذاب معلومات أخرى غير حقيقية مثل مواقف من ابتكاره حدثت في المحل لتمويه الموضوع الأصلي، فالكذاب يلجأ إلى استخدام أساليب النفي لا الإثبات.
لقد صرح الرئيس الأمريكي نيكسون، بعد فضيحة ووترجيت، لست شخصاً محتالاً ولم يقل إنني رجل شريف، وهو ما يطلق عليه نظام اللف والدوران ويشتهر به رجال السياسة والسلك الدبلوماسي فالجمل الخبرية التقريرية كالمستند المثبت.
يحب الكذاب أن يستهل كلامه بعبارة إبراء للذمة مثل: أعرف إنك لن تصدق حرفاً مما سوف أقصد عليك لكن… أقسم بشرفي أن… دعني أؤكد لك… كأنه يمهد الشخص الأخر ليثق به ثقة عمياء عندما يرد عليه: عيب يا رجل أنت لا تقول غير الصدق.. لا تقسم بالله عليك.
الشخص الذي يتفوه بالأكاذيب أبطأ حديثاً لأن عقله يحتاج إلى لحظات قبل ترتيب الكلام الملفق والفصل بين الحقيقة والخيال ثم ابتكار وسيلة لبث المصداقية في ما يقول ولذلك يتدرب أصحاب الادعاءات الكاذبة على الحديث بشكل أسرع ليكون الكذب أكثر إتقاناً.
مع معرفتك بعلامات الشخص المخادع عليك أن تتحلى بأكبر قدر من الفطنة حتى لا تخلط بين العلامات العفوية التلقائية والحركات الشخصية والسلوكيات الطارئة التي تدل على أن صاحبها يتعرض لصراع عقلي جديد وانفعلات قوية.
يجب مقارنة التصرفات التي يقوم بها الشخص المشكوك في أمره بتلك التي تبدر منه عندما يقول الأشياء التي نعرف تماماً أنها حقيقة وأن تركز أكثر على ما يقوله وتربطه بتعبيرات وجهه والطريقة التي يتحدث بها أكثر من تركيزك على أفعاله وحركاته.
