كانت معاهدة التحالف الثلاث هذه سرية وكان لها صفة التحالف الدفاعي وقد أعطت هذه المعاهدة امتيازات للدول الثلاث الموقعة عليها فلقد حصلت إيطاليا على إمكانية حماية ألمانيا والنمسا والمجر لها ضد أي هجوم يأتي من فرنسا.
لم تعد تخشى من أن تعطي حكومة النمسا تأييداً وفي نظير ذلك أعطت إيطاليا تأكيداً بمساعدة مسلحة لألمانيا ولكن ليس للنمسا والمجر وحصلت ألمانيا على مساعدة حليف جديد في حالة حرب جديدة تتسبب فيها فرنسا وكان بسمارك يعتقد أنه ليس في وسع إيطاليا والنمسا والمجر أن يكون إلا حليفين أو عدوين.
هكذا يتضح تماماً أن سياسة بسمارك كانت تعمل على حماية الإمبراطورية الألمانية الجديدة من الأخطار التي كانت تهددها وقد نجح نجاحا كبيرت وأصبح لبرلين كلمة مسموعة في المحافل الدولية.
وتجلت دبلوماسية بسمارك في توجيه نظر الدول الأوروبية إلى النشاط الاستعماري في أفريقيا وكان يعني بذلك فرنسا بالتحديد ولذلك وجه الدعوة لعقد مؤتمى برلين.
كان أهم بند من بنود هذا المؤتمر هو ضرورو قيام أي دولة أوروبية تريد استعمار افريقيا الدول الأخرى بالأراضي التي تضع يدها عليها وعند اعلان أي دولة أوروبية حمايتها على أرض أفريقية فيجب أن يلتزم ذلك وجود احتلال فعلي لتلك الدول وليس مجرد ادعاء بالحماية وكان ذلك دفاعا لفرنسا واشغالها بعدم الانتقام من ألمانيا.
اقرأ أيضا
