باريس عاصمة الأناقة مدينة ولدت في أحضان الجمال

باريس عاصمة الأناقة مدينة ولدت في أحضان الجمال
باريس
https://www.sba7egypt.com/?p=194866
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

أكدت العديد من الدراسات التاريخية أن العاصمة الفرنسية باريس يعود تاريخها إلى مخيمات الصيادين، في الفترة من 9800إلى 7500 قبل الميلاد، ثم استوطن فيها عناصر قبلية في الفترة من 250: 225 ق.م. أطلق على هذه القبائل اسم Celtic-senones على ضفاف نهر “السين” وقد شيدوا الجسور والقلاع على النهر، كذلك سكوا عملات للتعامل في التجارة.

 

استمر الاستيطان في باريس وحولها على مدار القرون اللاحقة وفي القرن السادس الميلادي وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية تم احتلال المدينة من قبل كلوفس ملك الفرنجة، الذي جعلها عاصمة لملكه في عام 508 م وازدهرت باريس بعد ذلك وأصبحت أكبر مدن أوروبا ومركزاً تجارياً ودينياً مهماً وتميزت بالمعمار القوطي.

أصبحت باريس مركزاً ثقافيا وعلميا عندما أسست جامعة باريس على الضفة اليسرى من نهر السين في القرن الثالث عشر الميلادي، هذه تواريخ قديمة ولكن باريس التي شهدت الثورة الفرنسية عام 1789م، قادت تحولان مهمة على مدار القرون الثلاثة الماضية.

عانت باريس الاحتلال النازي، في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي أكدت روح المقاومة ومحاولة الحفاظ على التراث الثقافي والأدبي والفني، حيث مارس النازيون بربرية طاغية ضد كل مظاهر التراث الجميل الذي تراكم لديها على مدار العقود والقرون خلال تلك السنوات الصعبة.

تعرضت باريس، لقصف عنيف من القوات الألمانية تعززت روح المقاومة وانتفض البارسيون مع بقية الفرنسيين ضد الاحتلال لمواجهته وفي ذات الوقت حدث تضامن نوعي بين الفنانين والمثقفين لحماية معالم الثقافة والفنون.

تشمل باريس الآن عديداً من المتاحف المهمة في العالم منها متحف جورج بومبيدو ومسرح مارمونان مونيه ومتحف أورساي ومتحف اللوفر.

لعبت باريس دوراً مهماً في تغيير التضاريس السياسية في أوروبا خلال السنوات الخمسين الماضية أي منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي وفي أواخر الستينيات كانت هناك حركة تمرد على الأوضاع القائمة وفي عام 1968م، وتحديداً في مايو من ذلك العام، قامت مجموعة عالمية وشبابية بحركات احتجاج وتمرد ونظمت اضرابات واحتلت الجامعات والمصانع في مختلف المدن الفرنسية.

لا شك أن فرنسا بعد ديجول، قد تغيرت حيث إنها لم تشهد رئيساً بإمكاناته القيادية وشخصيته التاريخية الذي أعاد البلاد إلى الاستقرار بعد تأسيس الجمهورية الخامسة لكن فرنسا ظلت قادرة على الانتعاش السياسي والثقافي وتطوير الفنون والسينما والمسرح والآداب.