منوعات

مكانة الصورة الفوتوغرافية بين الأمس واليوم

كان للصورة خصوصيتها وتفردها فلا يخطر ببال أحد أن صورة ممكن أن تنتشر أو يراها الآخرون فهي مرتبة في ألبوم مخصص لحفظها لا يراهاةإلا من أتيح له التصفح وكان الاستعداد للصور يعني العناية بالهيئة وانتقاء الملابس والابتسامة والجمعة والتجمع، فكانت الصور الفردية لا تبدو مناسبة في ظل محدودية التصوير وقليلاً ما تكون اللقطة عفوية أو خالية من الءشخاص لأنها مكلفة ومحسوبة بالعدد.

 

صارت الصورة اليوم بلقطة سريعة غير مكلفة يمكن رؤيتها قبل الالتقاط ويمكن تكرارها وحذفها والتعديا عليها وأصبح من الميسور نشرها وانتشارها والأهم من هذا كله أننا أصبحنا بحاجة إلى أدبيات التصوير فكثيراً ما يلجأ بعض المبهورين بقدرة الأجهزة التي يمتلكونها على التصوير لاستغلالها في مواقف غير لائقة وغير إنسانيو بغية مشاركتها مع الآخرين فعند وقوت حادث اعتاد الناس على التجمهر للمساعدة أو للمشاهدة والفضول، وربما لرؤية التفاصيل التي بتم حبكها في قصة مكتملة العناصر غير منتقصة يستمتع بقصها لآخرين تطل من عيونهم الدهشة.

بات الناس يتزاحمون ويتزاحمون لا للمساعدة ولكن للتصوير والنشر وحصد الإعجابات والتفاعل غير آبهين بالبعد الإنساني والاجتماعية والأخلاقي وأصبحت الصورة نافذة يمكن لأي كان الإطلال منها عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة والمحدثة بجنون، مغتنمين فوضى العصر لاقتناص الفرصة فكل مشهد خارج عن المألوف سواء كان طريفاً أو محرجاً أو حتى مؤلماً يرى فيه بعض الاستغلاليين فسحة للتصوير والنشر وانتظار التفاعل المرجو.

لابد من التوصل إلى بروتوكول أو الاتفاق على أدبيات التصوير وتقنين فوضى الميديا، التي تكتسح عالمنا من دون ضوابط والتي تستهلك بشراهة وأصبح الجميع يتعامل معها دون مرجعية أخلاقية أو ضوابط.

شيماء اليوسف

Recent Posts

ياسمين عبد العزيز تؤكد مشاركتها في الماراثون الرمضاني 2025

غابت الفنانة ياسمين عبد العزيز عن الماراثون الرمضاني الماضي 2024، بالإضافة إلى غيابها عن المشاركة…

13 دقيقة ago

تعرف على أبرز تصريحات ياسمين عبد العزيز في النصف الثاني من لقاءها مع صاحبة السعادة

انقسم لقاء الفنانة ياسمين عبد العزيز مع إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" والذي يعرض…

52 دقيقة ago