كان الفتح الإسلامي لبلاد المغرب ضرورة من ضرورات حركة الفتوح الإسلامية وموجاتها المتتابعة وذلك من أجل نشر الإسلام من ناحية والقضاء على نفوذ الدولة البيزنطية في المغرب من ناحية أخرى.
استغرق الفتح الإسلامي لبلدان المغرب فترة تزيد على السبعين عاماً تواصلت فيها جهود الخلفاء والقادة وتتابعت الجيوش منذ أن تطلعت الأنظار لفتحها في السنة العشرين من الهجرة وتتضح لنا صعوبة الفتح وطول مدته إذا ما قارناه بفتوحات العراق وفارس حيث استغرقت عمليات الفتح لهذه البلدان ما لا يزيد عن عشر سنوات.
هناك العديد من العوامل التي تضافرت لجعل عملية فتح المسلميم للمغرب صعبة عسيرة وتطلبن الجهود الجبارة والمثابرة من جانب المسلمين في سبيل إتمام هذا الفتح وإقراره.
كان المسئولون على مستوى تلك المهمة القادة الذيم صبروا ورابطوا ومعهم جيوش المجاهدين وساعدتهم الخلافة الأموية حتى تمت عملية الفتح.
انقسمت ثعوبات الفتح الإسلامي لبلاد المغرب إلى قسمين الأول يتعلق بالجبهة الإسلامية الفاتحة والثاني يتعلق بالجبهة المغربية المقاومة، وعدم معرفة المسلمين الجيدة لبلاد المغرب وجغرافيتها لعدم وجود علاقة تجارية بين الجزيرة العربية وبلاد المغرب قبا البعثة بعكس البلاد المحيطة بالجزيرة مثل العراق ومصر والشام، ومن ثم تطلب ذلك من المسلمين فترة تمهيدية توالت فيها السرايا والغارات الاستكشافية لخبر البلاد ومعرفة دروبها ومسالكها بالإضافة إلى اختبار قوة أهلها ومعرفة مدى بأسهم وقدرتهم على المقاومة.
