كيف كان يحتفل المصريون بيوم وفاء النيل ؟

كيف كان يحتفل المصريون بيوم وفاء النيل ؟
وفاء النيل
https://www.sba7egypt.com/?p=208662
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

كان يوم وفاء النيل من أهم الأعياد القومية في مصر، فعندما يحل موسم الفيضان يقوم المشرف على دار المقياس بالروضة برصد مقدار زيادة النيل عصر كل يوم ويقدم تقريراً يومياً للباشا وكبار الأمراء يحدد فيه الزيادة بعدد الأصابع ومقارنته بما كان عليه في اليوم نفسه من العام السابق.

علامة الوفاء

فإذا بلغ منسوب النيل ست عشر ذرعاً وضع ستة أصفر على الشباك الكبير بدار المقياس “علامة الوفاء” وإيذاناً ببدء أفراح أهل القاهرة بوفاء النيل وبرفع قاضي المقياس إلى الوالي ينطلق المنادون في الشوارع يزفون البشرى للناس ويستدعي كبار المقرئين لتلاوة القرآن حول الفسقية بدار القياس.

تزدان الشوارع ليلاً بالشموع والقناديل وفي اليوم المحدد للاحتفال ينزل الباشا من القلعة في موكب إلى بولاق فيستقل سفينته في أوج زينتها فتقلع متقدمة مراكب الأمراء وتلصناجق بينما تنطلق الندافع إلى أن يصلوا إلى دار المقياس.

يجتمع الباشا ونائبه وشيخ البلد وأمراء المماليك بشيخ المقياس وقاضي القضاة وكبار العلماء والأعيان وعقب الفراغ من السماط الفاخر توزع الخلع، ثم يمضي البلشا بين قرع الطبول إلى قناة مسورة وهناك يتناول شافوراً فيشرع ومعه كبار الشخصيات في هدم الجدار الفاصل فيتدفق النيل في القناة الكبيرة ومنها إلى باقي القنوات حتى ضواحي القاهرة.

كان أهل القاهرة يسمون يوم وفاء النيل ب “كسر الخليج” أو “كسر البحر” لكن لميلهم بذوقهم المرهف إلى التفاؤل دائماً فقد نفروا من كلمة كسر وسموه جبر الخليج، أو جبر البحر، وقظ جرت العادة أن يلقى الباشا بقبضات من العملات الذهبية او الفضية خلال الاختفال الرسمي.

فيتسابق للفوز بها أمهر الغواصين ويوم وفاء النيل كان من المشاهد التي استأثرت بمخيلة بعض الرحالة والأوروبيين مما جعلهم يسجلون مشاهداتهم وانطباعاتهم عن مباهج أهل القاهرة في ذلك المهرجان السنوي.