زادت الرقعة الزراعية في عهد اسماعيل باشا حفيد محمد علي، كانت الزيادة ما يقرب من مليون فدان إن الأرض الزراعية روح مصر وبدونها لا قيمة ولا وزن لها إن القادة العظام فقط هم الذين يوسعون الأراضي الزراعية وكان اسماعيل من هؤلاء القادة أسوة بجده محمد علي وأصبح القطن المحصول المسيطر على الاقتصاد ثم قصب السكر.
أنشأ اسماعيل مصانع السكر على طول ٩٠ كم على شاطئ النيل في الفشن ومغاغة وبني مزار ومطاي وسمالوط والمنيا وأرمنت والضبعة والمطاعنة والفيوم.
كانت تقوم هذه المصانع بعصر القصب لصناعة السكر لانتاج ٢٥٧ ألف فدان بالوجه القبلي و٤٠ ألف بالوجه البحري وتنتج العسل الأسود للتصدير أما معامل السكر إضافة إلى كل هذه المدن فقد أنشأها بماكينات حديثة مستوردة من أوروبا.
كانت في بني سويف والمنيا وآبا الموقف ومطاي وأبوقرقاص وسمالوط كما أنشأ اسماعيل مصانع النسيج في حلوان والقاهرة وللسجاد في بني سويف وصناعة المعادن في بولاق لصناعة السفن والسلاح وصناعة دباغة الجلود والزجاج والورق كانت كل هذه الصناعات تنافس بقوة الصناعات الأوروبية وتصدر إليها كان مشروعا لبناء الدولة دمرته الدول الأوروبية قبل أن يكتمل البناء.
أسرع اسماعيل الخطى في بناء الدولة العصرية فاحتاج للمال فلجأ للإستدانة من انجلترا وكانت فوائد الديون ظالمة ومرتفعة وضغطت عليه بريطانيا والدول الدائنة مما أدى لفتح مصر للأجانب من المرابين والمرتشين وعديمي الأخلاق لأعمال النهب والسلب عن طريق مصادرة أراضي الفلاحين الذين يعجزون عن سداد الدين للبنوك الأجنبية.
