اراد قنصل بريطانيا ارسال حملة ثانية لاحتلال رشيد والانتقام منها واسترداد كرامة بريطانيا العظمى التي تلطخت بالعار وعاد محمد علي إلى القاهرة بعد أخبار النصر ليجد أن الزعيم الشعبي عمر مكرم قد جهز الجامع الأزهر وحوله إلى غرفة عمليات لتنظيم المقاومة الشعبية والعسكرية.
تطوع فلاحين الدلتا وتجار القاهرة والمغاربة والشوام والعمال بالمال والسلاح والرجال والخيول لارسالها إلى رشيد للدفاع عنها.
تحركت الفرق العثمانية وفرق المماليك بحجة أنهم ذاهبون لقتال الإنجليز ولكنهم كانوا يدخلون للقرى بالدلتا ويذكر المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي في كتابه قائلا: “ذهب فريق منهم إلى المنوفية والغربية وفرضوا على القرى الأموال وارتكبوا الفظائع عندما خطفوا البهائهم والنساء والبنات والصبيان”.
ثم نزلت فرقة الدلاتية العثمانية لبولاق ونبهوا وسلبوا اموال الفلاحين ثم تحركت قواتهم إلى منية السيرج وشبرا والزاوية الحمراء والمطرية والأميرية فخطفوا مواشيهم وفجروا بنسائهم وافتضوا الابكار ولاطوا بالغلمان ولم تذهب هذه الفرق التي تدعي الدفاع عن الاسلام والمسلمين لقتال الإنجليز.
مما جعل محمد علي، يحشد قوة عسكرية بعد سحبها من الصعيد وتم تجهيزها بمعرفة الشعب المصري بالغذاء والكساء والسلاح ووصل بالفعل إلى رشيد ٤٠٠ فارس من الأعراب والفلاحين في الدلتا متطوعين للقتال.
