تستمد التشريعات من القرآن وتسن السنن، وتنهج المناهج فالقصص القرآنية سوق عامرة يجد كل فيها ضالته ومبتغاه فيها من المناهج التربوية ما يحيل حياة الناس إلى كتلة من الطاعات والأعمال الصالحة.
من هذه المناهج منهج تقديم وحي الله على العقل وهوى الأنفس ذلك أن للعقل حدوداً لا طاقة له على أكثر منها فإخضاع ما يفوق العقل للعقل يعد ضرباً من العبث بل طريقاً إلى الضلال فكم من منكر للعبث بحجة أن عقله لا يتسع لذلك وكم من راد لأحاديث صحيحة خاصة تلك التي تتحدث عن علامات الساعة الكبرى بدعوى أنها غير معقولة.
يقول الله عز وجل: وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً. ولو أن أم موسى عليه السلام قد أصرت على تحكيم عقلها لما فعلت ما فعلت ولو أنها استشارت أحد العقلانيين لسخر منها ولنسبها إلى الجنون ولكنه وحي الله الذي لا مناص من طاعته وتنفيذه.
إن الإيمان هو الغذاء الصحي للعقل وهو الدواء الشافي لأمراضه المزمنة وفيه الإجابة عن التساؤلات الملحة التي شغلا البشرية على مدار حياتها وهي معرفة الغاية من هذا الوجوظ ومصدر هذا الوجود ثم مصيره بعد الفناء.