حكاية سارتر مع الوشم هل وجد فيه فلسفة جديدة ؟

حكاية سارتر مع الوشم هل وجد فيه فلسفة جديدة ؟
سارتر
https://www.sba7egypt.com/?p=187363
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يحكى أن الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، طلب إلى صديقه المقرب ألبير كامو ذات صباح أن يقابله في منزله على الفور، ولما حضر ألبير كامو بادر إلى سؤال سارتر بقلق، :ماذا حدث هل هناك مشكلة؟” فأجابه سارتر: “أريدك أن تصحبني إلى مكان ما لأني لا أجرؤ على الذهاب إلى هناك بمفردي” فاستغرب ألبير كامو وسأله :عن أي مكان تتحدث؟

 

فأجاب سارتر بصراحة أريد أن أذهب إلى أحد المحلات التي ترسم الوشم”.

تعجب كامو من حديث سارتر وسأله: هل تريد أن تعرف كيف تُرسم الوشوم لأنك تكتب رواية جديدة عنها مثلا؟ فأجابه: بل أريد أن أرسم وشماً على أي مكان في جسمي ذراعي مثلاً أو أي شيء من هذا القبيل.

ولما كان كامو، معتاداً على مثل هذه اللحظات الحماسية من صديقه سارتر، فقد قرر أن يحاوره بهدوء، فقال له:” حسناً وما الفائدة التي ستجنيها من رسم وشم على ذراعك؟ فأجابه سارتر: أغلب الناس يظنون أني فيلسوف جاد وملتزم ولكني أن أبدو في شكل مختلف.

فسأله كامو مجدداً وكيف تظن أنك ستفعل ذلك؟ فأجابه سارتر: إليك فكرتي: أنا أعتبر الوشم دليلاً أبدي الوجود على أن الشخص الموشوم قد مر بلحظة جنونية قرر فيها أن بقوم بعمل عارض لمدة دقائق قليلة تبقي أثاره على جسده لفترة طويلة جداً وفي هذا التناقض بين جنونية اللحظة وأبدية الأثر، شيء يفصح عن عبثية الوجود.

هنا سأله كامو قائلاً: لكن بالطبع أنت تعلم أن استمرارية وأبدية الوشم تعتمد فقط على نوع الحبر المستخدم؟! فأطرق سارتر قليلاً ثم قال له: بصراحة كنت أتوقع أن يكون في الوشم من الفلسفة أكثر مما فيه من الحبر، على العموم فلتؤجل هذه الفكرة قليلاً.