تعد وجبة الشاورما من أشهى الوجبات العربية، من الممكن أن تجد الناس مختلفين في كرة القدم، أو في قضية سياسية ما، أو حتى في توجهاتهم الفكرية، والفلسفية عن الحياة، ولكن دائمًا ما تجدهم يجتمعوا على شيئين الأول هو الشاورما السورية، والثاني البيتزا الإيطالية، وكثيرًا ما يتبادر لأذهاننا التساؤول عن من أين جائت؟، و ما هو أصل الشاورما ؟، ومن العبقري الذي جائته فكرة شوي اللحم رأسيًا، وفي مقالنا اليوم سنحاول أن نعطيك إجابة عن تلك التساؤولات.
الشاورما
تقدم مطاعم الشاورما في الرياض والسعودية بالعموم والعالم العربي كله أنواعًا مختلفة من الشاورما التي اختلفت المصادر حول نشأتها وأصلها وتسببت في نزاع ما بين الأتراك و أشقائنا في سوريا، وتكون الوجبة مكونة من سيخ لحم ضخم يتم وضعه في الشواية بشكل رأسي، ويتم شوي اللحم بالإشعاع الحراري الناتج عن الشواية، ويتم تقطيع هذا السيخ إلى قطع صغيرة يتم وضعها في ملفوف من الخبز العربي.
وتتنوع أنواع الشاورما ولكن يظل العيش والبهارات العربية قائمة، مهما اختلف نوع اللحم المصنوع منه الملفوف، فهناك العديد من المطاعم التي تقدم شاورما اللحم البقري، الفراخ، الديك الرومي، اللحم الجملي أو حتى شاورما اللحم الضأن، ويتم وضع اللحم مع الخضروات، والبهرات في شكل هرمي مقلوب ثم يتم تتبيله وتحضيره للشوي ثم تبدأ عملية تقطيعه رأسيًا إلى قطع صغيرة، أو حلقات قبل وضعه في الخبز.
تاريخ الشاورما
تسببت هذه الجملة المكونة من كلمتين في نزاع كلامي ما بين كل من الشعب التركي، والشعب السوري حول حق الملكية الفكرية الخاص بالشاورما، نظرًا لما تُشكله هذه الوجبة من أهمية ومحبة عند كل من تناولها، فنجد أن الأتراك يستشهدوا أن أصول الشاورما تعود إلى الألماني من أصول تركية قدير نورمان، والذي كان هو صاحب فكرة شوي اللحم رأسيًا.
وتعود فكرة شوي اللحم رأسيًا لصاحبها نورمان إلى القرن التاسع عشر، ويستشهد أصحاب هذه النظرية بأن تلك الوجبة كانت تسمى بـ”دونر الكباب”، حيث يتم وضع اللحم والبصل والطماطم، وبعد ذلك تبدأ عملية الشواء رأسيًا، وكانت الوجبة الأساسية للحجاج المسلمين، في فترة الدولة العثمانية.
في حين نجد الأشقاء في سوريا والشام يعارضوا تلك النظرية تمامًا، ويروا أن أصول الشاورما سوريا في الأساس، ويستشهدوا على ذلك بأن البهارات، والخلطة التي يتم وضعها على اللحم قبل أن يدخل مرحلة الشي إضافة إلى الخبز العربي، كل ذلك يجعل الوجبة سورية عربية بامتياز.
وبغض النظر عمن لا يأبهوا بكل هذا، وكل ما ينال إعجابهم هو الحصول على تلك الوجبة اللذيذة بعيدًا عن كل هذه الخلافات، فيمكننا أن نضم النظريتين على بعضهما البعض، بحيث من الممكن أن طريقة دونر أو شوي اللحم رأسيًا تعود إلى الدولة العثمانية بالفعل.
ولكن هذا اللحم في تحضيره وكيفية تقطيعه وكذلك الخبز، وطريقة خبيزه ووضع البهارات العربية اللازمة كل ذلك يجعلها خليط، أصوله تعود للعرب، وأن تداول فكرة الشاورما من الممكن أن تعود إلى التجارة بين كل من دول الشام وتركيا، أو التلاقي الحضاري الذي كان يحدث خلال فترة الحج.
الشاورما من اليابان إلى اليونان
لا يمكن أن نجزم بأن طريقة التحضير التي تتم لعمل الشاورما عربية بنسبة 100%، وذلك نظرًا لأن هناك العديد من الأطباق المشابهة حول العالم، فنجد في اليابان على سبيل المثال أن إحدى الأطباق الرئيسية من اللحم المشوي، يتم تحضيرها بالطريقة ذاتها، وشوي اللحم عاموديًا، وتقديمه مع بعض الطماطم والبصل والبهارات الهندية.
كما نجد في اليونان إحدى الأطباق الشهية هو وجبة الجيزو، والتي تتشابه إلى حد التطابق مع تحضير الشاورما، مع الوضع في الاعتبار أن العديد من أطباق المطبخ اليوناني تتشابه مع المطبخ العربي، وذلك من الممكن أن نعيده لمرحلة تبادل الثقافات التي تمت في فترة الحروب، سواء بين اليونان وتركيا أو في فترة الأسكندر المقدوني.
في الختام ليس هناك طريقة تجعلنا نتعرف بشكل دقيق على أصل الشاورما، ويمكن أن نعتبر البيتزا هي تطور طبيعي للفطيرة العربية على سبيل المثال، ويمكن أيضًا اعتماد فكرة المزج بين النظريتين السورية والتركيا، ولكن ما يمكن أن نؤكده هو أن الشاورما من أكثر الوجبات شهية، وأيضًا أنها وجبة عربية بنسبة 100%، فلا يوجد على وجه البسيطة أبرع من السوريين في تحضيرها وتقديمها.
