هل تلغي وسائل الاتصال الجديدة الوسائل القديمة؟

هل تلغي وسائل الاتصال الجديدة الوسائل القديمة؟
سوشيال ميديا
https://www.sba7egypt.com/?p=193661
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

نستعرض في هذا التقرير تصحيح فكرة شائهة مغلوطة، مفادها أن وسائل الاتصال الجديدة تلغي القديمة وتأخذ مكانها في كل شيء كما لو أنها عملة تواصلية انتهت صلاحيتها، ولم يعد لها مكان في سوق التداول والحقيقة أن هذه الفكرة كما تؤكد المعطيات والقرائن العلمية التواصلية المتوافرة خاطئة، وتحتاج إلى تصويبات عديدة، تفضي جميعها في النهاية إلى أن العلاقة بين هذه الطرائق، على اختلاف أنواعها وتنوع إمكاناتها لا تقوم على التنازع والتنافي كما يدعي أنصار الفكرة السابقة بقدرما هي مؤسسة التعاون والتكامل.

الابتكار والحداثة

إن ابتكار وسيلة تواصلية جديدة أياً كانت طبيعتها وكفاءتها من شأنه إلغاء الوسيلة أو الوسائل القديمة، والقيام بوظائفها، ما دام لكل وسلية كما هو معلوم مقومات تواصلية ووظيفية محددة ملائمة يمكن بأي حال من الأحوال، أن تنازعها فيها وسيلة أو وسائل أخرى مهما بلغت درجة كفاءتها.

 

التطور في وسائل الاتصال

يؤكد تاريخ التطور في وسائل الاتصال وتنوعها أكثر من حجة وبرهان على تأكيد أن الوسائل الجديدة للتواصل لا تلغي القديمة فإن النقلة النوعية المهمة التي عرفتها الإنسانية في بداياتها من التواصل الشفهي للكتابي، وكيف أن ذلك لم يؤثر في شيء لا من حيث الحضور أو الاستعمال على استكمال ما كان يلاحظ على أدائها من قصور ونقص في إنجاز بعض المهام التواصلية غير الملائمة لطبيعتها الصوتية القائمة على أساس العلاقة المباشرة بين المكملتين مما كان يؤثر سلباً على العملية التواصلية.

ويحد من امكانتها لتشمل جوانب أخرى، كالتوثيث ومخاطبة البعيظ مثلاً لأن الخطاب الشفهي كما هو معلوم بطبيعته فوري وآن، ولا يمكنه بالتالي البقاء والاستمرار خارج لحظته أو الاحتفاظ به ونقله لمخاطبين آخرين تفصلنا عنهم حواجز زمنية أو مكانية كما هي حال الخطاب الكتابي مثلاً.

دور الوسائل التواصلية الجديدة وواقعها

ينحصر دور الوسائل التواصلية الجديدة في استكنال العجز الملخوظ في أداء الوسائل التواصلية القديمة ولا يتجاوزه لما هو أبعد كما قد يعتقد البعض خطأ لأن الأمر لو كان كذلك لا ندثر الخطاب الشفهي بمجرد ظهور الكتابة ولأصبح ابتكار وسائط جديدة مؤشراً على وسائل أخرى قديمة.