نتيجة لضرورة العيش في جماعة وظهور الوازع النفسي الذي انقلب إلى سلوك عام داخل كل جماعة فإنه قد ساد بين أفراد الجماعة الواحدة ما يطلق عليه ظاهرة التضامن المطلق بين أعضاء الجماعة في السراء والضراء وعلى هذا الأساس كان ينظر إلى الجماعة على أنها وحدة واحدة، فإذا تعرض أي فرد منها لعدوان خارجي تحرك الجميع لصدد هذا العدوان.
العنصرية لدى الإنسان البدائي
قد نتج عن هذا الشعور بالتضامن المطلق استعلاء بعض الجماعات على بعضها أي الشعور بالاستعلاء العنصري ولهذا كان الاعتداء بالسلب والنهب والإغارة على ممتلكات الجماعات الأخرى وأموالهم عمل مشروع عادياً وفي بعض الأحيان كان يصل إلى قمة أهداف أي جماعة تضعه نصب أعينها.
شكل الدولة لدى الإنسان البدائي
إن الإنسان لم يعرف الدولة كصورة للتجمع السياسي إلا في تلويح لاحق إلا أنه قد عرف صوراً أخرى للتجمع السياسي مثل القبيلة أو العشيرة وكان رئيس الجماعة يضع بين يديه كل السلطات استناداً إلى قوته المادية أو الفكرية، غير أن سلطة رئيس القبيلة كانت لا تتعدى دائرة الجماعة.