شغفه الفني دفعه للأتحاق بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة ولم يكتف بالقسم الحر فقط حب الفن دفعه أيضاً للأحتكاك ومعايشة كثير من الفنانين التشكيلين مما أثر في شخصيته الفنية إلى جانب القراءة المستمرة في الفن التشكيلي سواء عالمياً أو على المستوى المحلي فالرواد المصريين وأعمالهم لا تقل أهمية عن أعمال فناني أوروبا، نشأت عبدالمولى فنان تشكيلي حر من مواليد محافظة الشرقية خريج كلية التجارة جامعة الزقازيق، ويستضيف موقع “صباح مصر” في حوار خاص.
ما هو مفهوم الفن التشكيلي من وجهة نظرك؟
من وجهة نظري الفن التشكيلي هو صياغة الواقع بصيغة ورؤية الفنان ولكل فنان رؤيته الخاصة في الصياغة وكذلك أداته وطريقة تعبيره وتلخيصة لما يراه فعين الفنان تختلف عن عين الأنسان العادي فالفنان يرى الأشياء من وجهة نظر مغايرة تمام فهو يرى تكوين وكتل وانعكاسات الفنان هو الشخص الوحيد الذي يرى مثلا في أقبح منظر ممكن أن تراه عينك جمال ويوثقه في لوحة تشكيلية تثير أعجاب الجميع.
نشأت عبدالمولى
ما هو سبب تهميش الفن التشكيلي مقارنة بفن التمثيل أو الغناء مثلا؟
لأكثر من سبب ولكن سحاول أختصر أهم الأسباب ومنها:
أولا إلغاء مادة الرسم من المجموع للتلاميذ والطلبة مما أخرج لنا أجيال ضعيفة فنياً لا تعرف شئ عن الفنون والا عن الرواد وكم المعاناه التي عانوها والا عن دور وأحد من أهم الرمز المصرية وهو البرنس يوسف كمال الذي انشئ مدرسة الفنون الجميلة عام 1905 وجمعية محبي الفنون الجميلة عام 1924 وساهم في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما ودعم كثير من الفنانين الشباب وتبناهم فنياً وماديا.
ثانياً: دور الإعلام في ظهور الفنان التشكيلي في صورة أنسان مجذوب او متسخ الملابس وهزلي ونستطيع ان نرى ذلك في كثير من الأفلام والمسلسلات على سبيل المثال ( فيلم لحن حبي – يارب ولد – خلي بالك من جيرانك – وعريس من جههة أمنية – بالألوان الطبيعية …الخ ) كل هذه الأفلام والبرامج والمسلسلات أظهرت الفنان التشكيلي في صورة سيئة جدا على عكس الحقيقة فلدينا في مصر كثير من الفنانين العالميين ولوحاتهم تباع بملايين ولكن الاعلام المصري مكتفي بالاسائه للفنان فقط.
الأمر الثالث: وهو ظهور فن ما بعد الحداثه وهنا أصبحت الفجوه كبيرة جداً جداً بين الفنان وبين الجمهور وأصبح العمل الفني مجرد بعض الألوان ومع نص فلسفي وهذا كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
ما هو السبب وراء ظهور معارض السبوبة؟
الأسباب كثيرة جدا فلو تحدثنا على الجانب الحكومي فسنجد أن غالبية الفاعاليات مقتصرة على مجموعة من الفنانين أو على أسلوب فني معين وهذا ما زرعة الوزير الأسبق فاروق حسني أو وجود بعض الفاعاليات الدولية التي تعمل على نقل الخبرات وتبادل العلاقات الثقافية
ولو تحدثنا على الجانب الأخر سنجد مراكز التدريب الغير مؤهلة والمدربين الغير أكاديميين من أهم الأسباب أيضا فا خلال شهر تجد خريج لا يجد الرسم أصلاً وكل ما تعلمه هو شف الشكل الخارجى مع التظليل يجد كل من حوله يلقبه بالفنان فيصدق هذا الكلام ويدفعه حب الشهره إلى الأشتراك في مثل هذه المعارض ليجلب بعض الأعجابات أو التعليقات على مواقع التواصل الأجتماعي دون أى فائدة وفي ظل عدم الرقابة من قطاع الفنون أو نقابة التشكيليين على قاعات العرض سنجد مثل هذه المعارض وخاصة أن الربح منها كبير جدا جدا سواء لقاعات العرض أو المنظمين في أسبوع يجني حوالي 20000 ألف جنية ربح ستستمر مثل هذه المعارض غير ما يجنوه من العرب بالدولار
ولكن يجب على الفنان أن يعى أنه يستغل وان مثل هذه المعارض لا فائدة منها غير بعض الثناء والمدح على مواقع التواصل الاجتماعي وليس لها أي قيمة في سيرته الذاتية بل هي نقطة ضعف.
نشأت عبدالمولى
هل الفنانين التشكليين نفسهم سبباً في تهميش الفن التشكيلي؟
لا يوجد شخص يقبل تهميشه داخل مجتمعه، فالفنان الحقيقي يتمنى المجتمع يكون في أفضل صورة وأشبه بالمدينة الفاضلة عند الفرابي ولكن نظرة الإعلام هي سبب التهميش بالإضافة إلى تعيين أشخاص في قطاعات مرتبطة بالفن لا علاقة لهم بالفن نهائياً وهذا ما أثر بالسلب على الحركة الفنية في مصر.
هل يمثل الفنانون غير الدراسين أزمة في وجه الفنانين التشكيليين؟
على العكس فلو أننا سنتحدث عن الفنانين غير الدراسين سنجد أن واحداً من كبار رواد الفن التشكشيلي الفنان محمود سعيد ليس خريجاً لأكاديمية فنية وهو من كبار النحاتين زي عبدالبديع عبدالحي، لكن العقبة الحقيقية وسبب وجود أغلب المشاكل الموهوب الغير دارس يجعل من نفسه فريسة سهلة لمراكز التدريب ومعارض السبوبة ويمثلوا أزمة حقيقية في الوسط الفني لأنه يسهل التاثير عليهم من قبل بعض الجهلاء والدخلاء على الفن.
ما هو رأيك في الفن الخاص بجدريات البنايات؟
قبل أن نتحدث عن الجداريات او الجرافيتي أو فن الشارع لابد أم نفرق بين أنواع المباني فليس كل المباني قابلة للرسم، كمكتبة الإسكندرية أو المتحف المصري الكبير أو القصور لأن التصميم المعماري لهذه البنايات لا يسمح بالرسم عليه، بعكس المنازل التقليدية،
واتمنى ان يكون لدينا في مصر أكتر من ملتقى ومسابقة لرسم وتزيين الميادين مثل ملتقى البرلس مثلا الذي ترعاه مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون والتنمية.
نشأت عبدالمولى
من يلام على تقصيره في رعاية الفن التشكيلي داخل مصر؟
ألوم وزارة الثقافة ممثلة في قطاعاتها المختلفة فليس من المعقول أن نكون في مصر وأغلب المتاحف الفنية مغلقة وتراث الرواد موجود في المخازن
وكذلك ألوم وزارة التربية والتعليم لأن حصة الرسم يعتبرونها شئ مكمل وغالبا ما يتم إلغائها.
الفن التشكيلي في الفترة الحالية هل تراجع أم يلاحظ نهوض وما هي الأسباب؟
الفن التشكيلي في مصر في حالة يرثى لها فكيف أطالب بنهوض في الحركة التشكيلية وهناك جمارك عالية جداً جداً على الأدوات الفنية وفي ظل قلة أقتناء الأعمال الفنية، وهذا ما يجعل الكثير من الفنانين يتجهوا للأعمال التجارية أكثر منه للعمل الفني، إلى جانب ظهور عدد كبير من مدعي الفن والفن برئ منهم ومن أعمالهم مع عدم الرقابة من قطاع الفنون أو النقابة.
ما الذي تتمناه أن يتغير في مجال الفن التشكيلي؟
أولا نفسي مصر كلها تكون صالة عرض وليس فقط القاعات، فأنا فنان ولابد أن يصا فني للجمهور وهذا لن يحدث لطالما اقتصر الفن على الحجرات المغلقة فقط.
أتمنى أن يتم افتتاح المتاحف من جديد مثل متحف محمود خليل الذي تم إغلاقه منذ عام 2010م، بعد سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وكذلك متحف الفن الحديث بالأوبرا الذي تحول لصالة عرض وأعمال الرواد توجد في المخازن وطلبة الكليات أو المهتمين بالفن لا تمنح لهم فرصة رؤية الأعمال العظيمة بالمتاحف وهو ما يؤثر بالسلب على السياحة.
