كيف جسد شيخ التربويين شخصية الهباش والبلطجي في كتبه ؟

كيف جسد شيخ التربويين شخصية الهباش والبلطجي في كتبه ؟
الكاتب حامد عمار
https://www.sba7egypt.com/?p=184162
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

لم يكن شيخ التربويين الكاتب حامد عمار، مجرد سيرة فردية لمنه اختزل قرناً من عمر مصر، أو عصراً بأكمله، امتد من بداية الربع الأول من القرن العشرين إلى الربع الحادي والعشرين إلا قليلاً لقد كان كتابه “بناء البشر” في منتصف الستينيات قنبلة انفجرت في الوسطين الثقافي والأكاديمي، جعلت الأستاذ أحمد بهاء الدين عندما كان يتولى دار الهلال ورئاسة تحرير “المصور” يصفه بأنه أهم كتاب صدر في مصر وقتها وأن هذا الكتاب صاغ مصطلح “الشخصية الفهلوية” ولاحقاً سوف يطور هذا النمط إلى نمطين آخرين “الهباش” في عصر الانفتاح، و “البلطجي” في عصر مبارك.

 

كان الكاتب حامد عمار، مؤرخاً اجتماعياً، وقد حكى عنه الدكتور محسن خضر، أن روح شيخ التربويين كانت روح مجايلة ومشجعة للحوار بين الأجيال تلك السمة التي دامت في فكر وسلوك الشيخ، وتمثل ذلك في تقديمه لعشرات الأسماء الشابة سواء بكتابة مقدمات كتبهم أو المشاركة معهم في الإشراف والمناقشة على الأطروحات الجامعية وفتح الأبواب أمامهم للابتعاث إلى الخارج، أو الدفع بهم إلى مواقع المشاركة والعمل والقيادة ويقدمهم إلى المسئول التنفيذي بدءاً من الوزير.

لقد قام شيخ التربويين، الدكتور حامد عمار، بشهادة الدكتور محسن خضر، بابعاث الدكتور أشرف محرم والدكتورة صفاء شحاتة إلى بريطانيا، وكيف كان يتابع تقدمهما هناك وكيف تحصل على مليوني جنيه من الدكتور حسين كامل بهاء الدين، لدعم مكتبات كليات تربية عين شمس والأزهر والقاهرة وحلوان، وكيف كان يحمل أحدث المراجع الصادرة في الولايات المتحدة إلى طلابه من معيدي القسم، وباحثيه على نفقته أثناء سفره السنوي هناك.

كانت أخر وصية شخصية له من الدكتور محسن خضر، أثناء زيارته الشخصية الأخيرة أثناء زيارته له في بمدينة نصر أنه طلب منه مناقشة أخر أطروحة أشرف عليها للباحث محمد عبدالرؤف حول “تدويل التعليم في مصر” الذي كان يواجه تعثراً شخصياً وإشرافياً وبعد أن انتهى من قراءة المخطوطة وانجازها، وكان يرى أن المدرس المساعد مشروعاً بحثياً واعداً ولم يفتأ أثناء عزاء رفيقته التي رحلت قبله بأربعة أشهر أن حمل خضر، متابعة مناقشة الرسالة باعتباره رئيساً للقسم وكان يطمح إلى أن يغادر فراش المرض ليشارك في مناقشتها إلا أن الموت كان أسبق.