الفن التشكيلي هو نفحة من نفحات الإبداع الأنيق، ويعد أحد الشواهد على مختلف العصور، وهو بمثابة وثيقة شرفية للإبتكار الحرفي، الذي يعبر عن ثقافة وتحضر البلاد، وفي هذا الإطار يستضيف موقع “صباح مصر” الفنان التشكيلي أمير رمزي، في حوار خاص، الذي ينتمي لمدينة دمنهور محافظة البحيرة، الحاصل على دكتوراة في التربية النوعية كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، معيد بالكلية وعضو الاتحاد العالمي بموسكو للفنون التشكيلية، ومصمم في مجال الأزياء، ومصمم ديكورات مسرح أيضاً.
متى بدأت ممارسة فن الرسم وكيف أصبحت فناناً تشكيلياً؟
بدأت أهتم بمجال الرسم منذ المرحلة الابتدائية تقريباً فكنت أعشق ألوان موضوعات الرسم الخاصة بأخي الأكبر، ودائماً ما أقوم بتلوينها ورسمها، حتى أن الكفاءة التي عملت بها حينها كانت تفوق سني، من هنا اكتشفت أسرتي موهبتي وأهتم بي والدي لأنه كان معلم تربية فنية أيضاً، وحرص على جلب أدوات الرسم لي، مما زاد تعلقي بالرسم وأصبح لديّ هدف أرغب في تحقيقه، وهو أن أصبح فناناً كبيراً، أدون اسمي على لوحاتي، كالفنانين في مختلف دول العالم.
زادت رغبتي وشغفي على دراسة الفن، حتى التحقت بكلية التربية النوعية قسم الفنون، مما استطعت أن أنمي موهبتي بشكل أكبر، عملت كمعلم للتربية الفنية بإحدى المدارس الحكومية، لأنني كنت من أوائل الكلية ثم تدرج بي الأمر وبدأت أرسم في مجال الفنون القبطية والكنائس وتمرست فيها إلى أن حققت الكثير في هذا المجال ورسمت أماكن كنسية عديدة وأصبح لي اسم ثم تجددت رغبتي لصقل أعمالي بالدراسة الأكاديمية، وتحضير الدراسات العليا إلى أت حققت هذا بالفعل وكان موضوع رسالتي عن الفنون القبطية إلى أن عملت بالكلية معيد.
كيف توازن بين عملك كفنان وبين مسئولياتك كأستاذ جامعي؟
في الواقع الموازنة بين عملي كفنان ومسؤولياتي الجامعية كانت صعبة لكن الاصرار دائماً ما كان يساعدني على تحمل أي تعب، إضافة لبعض التضحيات في حق راحتي من أجل التوفيق بين الأمرين، لكني أحاول جاهداً أن أوازن بين عملي كأكاديمي وكفنان، وأسعى لمساعدة الطلبة بكل قدر مستطاع، كما إني أخصص من وقتي لعمل ورش فنية مجانية للطلاب.
ما هو العمل الذي تعتبره إنجاز في مشوارك الفني حتى الآن؟
أهم انجاز في حياتي أنني حققت نجاح كبير في وقت قصير مقارنة بسني، وصنعت اسمي بمجهودي ورغبتي في النجاح وتمكنت من ربط عملي بمجال دراستي الفنية وأصبح عملي هو موهبتي، وأيضاً مشاركتي في ملتقي العقبة الدولي العالمي أصنفه كإنجاز حينما مثلت مصر وتكرمت من وزارة الثقافة الأردنية.
متى يمكن للجمهور بأكمله أن يستوعب معنى ومفهوم الفن التشكيلي؟
يمكن للجمهور أن يستوعب قيمة ومعنى الفن التشكيلي عندما تتغير ثقافة المجتمع ككل، ويصبح المجتمع نفسه مقدراً للفنون وقيمتها وقينة كل موهوب ومبدع فكم من فنان مدفون بسبب قلة الإهتمام بالتشكيليين.
مقارنة بالغناء والتمثيل لماذا يعد الفن التشكيلي غير مألوفاً بالنسبة الجمهور؟
الفن التشكيلي غير مألوف للجمهور للأسف مثل بقية الفنون لأن ذلك يعود للثقافة العامة لدى الجمهور، وكذلك بسبب الموروثات القديمة وقلة الموهوبين في الرسم، فمن الصعب أن يكون هناك فنان تشكيلي حقيقي إلا بوجود موهبة حقيقية بالفعل .. لكن ليس تقليلاً من الفنون الأخري يمكن لفئة كبيرة من الأشخاص غير الموهوبين حتى ممارسة التمثيل أو الغناء ونسبة وصولهم للرأي العام أسرع من وصول الفن التشكيلي نفسه بسبب أنهم أسرع وصولاً للمشاهد وبسبب موروثات الثقافة المصرية التي تدعم التمثيل والغناء أكثر من الرسم والابداع البصري.
أمير رمزي
أمير رمزي
