تميز المجتمع العثماني من تركيبة معقدة من الأصول والحنسيات المتنوتة والتي فشلت في صهرها في إطار الدولة الموحدة فإلى جانب العناصر الحاكمة من الأتراك كانت هناك الأجناس من اليونان والأمراد والعرب والبلغار والسلاف والصرب والرومان بالإضافة إلى مجموعات عرقية من اليهود والسريان والكلدان.
تركت الدولة العثمانية لكل عرق حق الإحتفاظ بمقوماته الثقافية والقومية من لغة وتراث حضاري ولم تحاول الدولة فرض اللغة التركية على مدار أكثر من ٦٥٠ عام هي عمر الدولة العثمانية تقريبا.
لكن كل ما كان يشغل الأتراك هو حلب الرعايا وجمع الضرائب وقد ادى ذلك لتنامي الفكر القومي الذي كان سائدا بأوروبا وانتقل هذا الفكر للإمبراطورية العثمانية وبدأت هذه الأعراق تطالب بالإنفصال عن الإمبراطورية.
تكونت دول مستقلة تضم هذه الأعراق ومع بدايات القرن التاسع عشر أصبحت الإمبراطورية مهددة بإنقراط عقدها وقد ساعدت أوروبا المسيحية الأعراق اليونانية والبلقانية على الثورة في اليونان والصرب ضد الدولة العثمانية للحصول على الاستقلال.
فاستقلت بلغاريا واليونان ورومانيا بالقرن التاسع عشر ولم تفلح سياسة التتريك بتماسك الدولة فقظ تأخرت الإمبراطورية العثمانية عن ركب الحضارة العالمية.
في عام ١٩١٦ انفجرت الثورة العربية للاستقلال العربي عن الحكم العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى قادها الشريف حسين بمساعدة بريطانيا العظمى.
واستمرت حركات الانفصال العرقي عن الدولة العثمانية حتى لم يتبقى منها سوى دولة تركيا التي تضم القومية التركية أو الطورانيو التي حافظ عليها مصطفى أتاتورك تحت مسمى الجمهورية التركية.
