إن منهجة البحث في التاريخ الاجتماعي لمصر في العصر الحديث والمعاصر وموضوع دراسته يحتاج إلى تحديد واضح ليس فقط من حيث البداية والنهاية وإن كان في حد ذاته مشكلة يختلف عليها الدارسون في تناولهم لها وإنما كذلك من حيث مجال الدرلسة وموضوعاتها لذلك نرى أنه من اللازم أن نتفق على ابتداء على المنهج الذي سنعتمد عليه بالنسبة لهاتين القضيتين الأساسيتين.
القضية الأول ونعني بها المجال الزمني لفترة الدراسة أو بمعنى أخر منذ متى يبدأ تاريخ مصر الاجتماعي وعند أي حد يتوقف، ويرى فريق من المؤرخين أن التاريخ الاجتماعي لمصر الحديثة يبدأ منذ الفتح العثماني لها وزوال السيادة المملوكية عام 1517م.
تاريخ مصر الاجتماعي
لقد اعتمد المؤرخين في ذلك على أن التاريخ الحديث وبصفة خاصة لأوروبا يبدأ منذ القرن الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر بينما يرى فريق آخر من المؤرخين أن الحملة الفرنسية التي وفدت على مصر في عام 1798م.
تشكل بداية طبيعية لتاريخ مصر الاجتماعي الحديث أخذين في اعتبارهم ما أحدثته الحملة الفرنسية من تغييرات واسعة في نسيج الحياة المصرية في حين يرى فريق ثالث من المؤرخين.
مصر في عهد محمد علي
إن الفترة التي خضعت فيها مصر لحكم محمد علي تقف معلماً أساسياً واضحاً يستطيع المرء أن يعتمد عليه على اعتبار أن محمد علي يعد بحق مؤسس مصر الحديثة بينما يرى فريق آخر أن مصر الحديثة لا تزال حتى الآن تستشرف بداية تاريخها لما يصاحب ذلك من تغيرات واسعة النطاق لا تزال تفعل فعلها في حياة مصر والمصريين بشكل او بأخر ودون أن نحاول التعرض لكل وجهات النظر تلك، يكفي أن نؤكد على عدة حقائق أولية أهمها أن تحديد واقعة معينة أو حادثة أو سنة معينة لبداية مرحلة تاريخية لا يعني بحال من الأحوال الجديدة تبدأ فقط عند ذلك التحديد نظراً لترابط الفترات الزمنية ترابطاً كما وكيفاً.