بعد صراعهم ضد الإنجليز على الهند هل كان للمغول حضارة ؟

بعد صراعهم ضد الإنجليز على الهند هل كان للمغول حضارة ؟
وثيقة من حضارة المغول
https://www.sba7egypt.com/?p=183770
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

عاش المغول في أراضٍ واسعة بما يطلق عليه اليوم شمالي الصين وشرقي منغوليا وغربي منشوريا، فلم يكن للمغول في الألفية الأولى من التاريخ الميلادي شأن مذكور، حتى بدأت الخلافات الطامعة في السيطرة والحكم مع بداية الألف الثاني للميلاد، بين أكبر أسرتين مغوليتين وهما “يوان ولياو” وكان لكليهما إقطاعات شاسعة وجيوش من القبائل المؤيدة التي كانت تقطن الأراضي الواسعة في تلك المنطقة.

 

استمر الحال بين الأسرتين نزاعاً على الأراضي وصراعاً على السبطة فعندما جنحت أسرة يوان، إلى التحالف مع الأسر الكبيرة عملت أسرة لياو على استمالة القبائل المطالبة لتأييد مطلبها من الحكم.

ابتكر المغول استراتيجية عسكرية في الدعم والإمداد لم يسبقهم إليها أحد خاصة أن جيوشهم الغازية كانت تبتعد جغرافياً عن موطنها وحكومتها المركزية كانت عنايتهم بزرع عيونهم وجواسيسهم في كل طرق زحف جيوشهم إلى جانب عنايتهم بنظام بريدي غاية في الدقة.

صنع المغول لهم إمبراطورية اعتبرها المؤرخون ثاني أكبر إمبراطوية عبر التاريخ مساحة بعد بريطانيا العظمى ولكن ماذا عن “الحضارة” هل كان للمغول حضارة؟ ويستعرض “صباح مصر” الإجابة عن هذا السؤال.

تتجلى حضارة المغول من خلال منظومة “الياسا” القانون الذي وضعه جنكيز خان دستوراً للبلاد من خلاله فرضت المساواة بين عامة الناس وخاصتهم في الواجبات وتم سن الجزاءات القاسية على المخالفين للقانون وتنظيم الحكم من خلال “قوريلتاي” كجمعية عامة تنتخب الخان الأعظم وولي عهده وتناقش شئون الدولة وسياستها الداخلية والخارجية.

كان للتسامح الديني المعلن كمادة قانونية من الياسا، الذي كان أساس التعامل مع الشعوب التي غدت بالتبعية جزءاً من تلك الإمبراطورية أثره على دخول معتنقي الديانات في عباءة المغول خاصة أن المغول قد أعفوا المساجد والكنائس والمعابد من الرسوم الضريبية.

كانت ديانة المغول الأصلية خليطاً بين طقوس الوثنية وطقوس الطوطمية، مثل هذه الديانة ومثل تلك الطقوس التي كان لابد أن تضمحل أمام عقائد وفلسفات أكثر عقلانية وأقرب تصديقاً كالإسلام والمسيحية والبوذية وعلى الرغم من تظاهر تيمور لنك باعتناقه للإسلام ديناً إلا أن سلالته ابتداء بظهير الدين محمد بابر كان أول قادة المغول المسلمين وقد اتخذ من كابل في افغانستان عاصمة له، وبتولي جلال الدين أكبر امتد نفوذ هذه السلالة إلى شبه الجزيرة الهندية فكحموا كل أراضيها، كالهند وكشمير ودلهي وكجرات، وسيطر على البنغال وقد أطاح جلال الدين أكبر بالفوارق الاجتماعية بين الطوائف والأديان فألغى زواج الأطفال ومراسيم حرق أرملة الميت معه وكان ذلك طقساً دينياً عند الهندوس كما تزوج من أميرة هندوسية فضمن ولاءات معظم القبائل الهندوس.

بعد الازدهار والتوسع الذي عاشت فيه الدولة المغولية أصبحت فريسة للطامعين حيم غزا الأفغان إقليم البنجاب واستولوا عليه وبعدهم سيطر البرتغاليون على الساحل الشرقي والغربي من شبه الجزيرة الهندية إضافة إلى إقليم البنغال وما إن سيطر الإنجليز على الهند مستعمرين حتى بادت حضارة المغول.