أسباب نشأة المسألة اليهودية وعلاقتها بروسيا

أسباب نشأة المسألة اليهودية وعلاقتها بروسيا
المسألة اليهودية وعلاقتها بروسيا
https://www.sba7egypt.com/?p=184155
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

بدأ تعبير “المسألة اليهودية” يظهر في الأدبيات الأوروبية خلال منتصف القرن التاسع عشر، وكان المقصود بها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية النتردية لليهود في روسيا القيصرية فقد كان اليهود الروس يقطنون المناطق الجنوبية والغربية من روسيا، وكان عددهم في تلك الفترة يبلغ حوالي 4,5 ملايين من أصل 7,5 ملايين يهودي منتشرين حول العالم.

 

سبب ارتفاع عدد اليهود في روسيا

يعود السبب في ارتفاع نسبة اليهود داخل روسيا إلى وصةل أعداد كبيرة من اليهود البولنديين إليها في أعقاب التقسيم الثالث لبولندا عام 1795م، إبان حكم كاترين الثانية، الذي حصلت روسيا بموجبه على دوقية وارسو، وما جاورهة من مناطق في أوكرانيا وبيلورسيا التي كانت تضم حوالي 1,4 مليون يهودي كان غالبيتهم يعملون في التجارة والوساطة.

مستوطنات اليهود الروسية

كان اليهود الروس يقيمون ضمن تجمعات خاصة بهم أشبه بالمستوطنات الحالية في فلسطين، وكانت تقام كل واحدة من هذه التجمعات خارج حدود المدن والقرى الروسية حيث كان يتم اختيار موقع استراتيجي لها، يضمن لقاطنيها سهولة الوصول إلى أماكن عملهم في المناطق المأهولة بالسكان من ناحية والعزلة وعدم الاختلاط بجيرانهم من ناحية أخرى.

يتولى مسئولية كل تجمع مجلس إداري خاص، حيث يقوم بتنظيم علاقاته مع التجمعات اليهودية الأخرى، إضافة إلى تنظيم علاقاته مع بقية التجمعات اليهودية على جميع مستوياتهم.

حظيرة التوطن اليهودي

أطلق على هذا النظام الإداري اسم كهال، بينما عرفت التجمعات اليهودية في روسيا الغربيو باسم “حظيرة التوطن اليهودي” وهي تسمية بولندية الأصل، كما صدر في أعقاب التقسيم الثالث لبولندا قانون روسي حدد إقامة اليهود في مناطق معينة من البلاد ومنعهم من مغادرتها والسكن خارجها إلا في حالات استثنائية وبموجب إذن خاص من الجهات الرسمية.

حارة اليهود

ويلاحظ أن هذا النموج من التجمعات اليهودية في روسيا لم يكن معروفاً على هذا النحو، في أوروبا الغربية نظراً لأن المدن الغربية كانت مدناً كبيرة ومزدهرة وتمتلك إمكانات اقتصادية واسعة وقد وجد اليهود أن بإمكانهم الاستقرار داخل حدود هذه المدن ولكن ضمن أحياء خاصة بهم اصطلح على تسميتها بالجيتو أو حارة اليهود كما عرفت في الألمانية.

انهيار الوضع الاقتصادي لليهود

تعرضت أوضاع اليهود الاقتصادية والاجتماعية لهزات كبيرة في أعقاب التطورات التي شهدتها روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ أخذت الطبقة الوسطى تبرز تدريجياً إلى حيز الوجود في أعقاب إلغاء القنانة الروسية عام 1861م، وكانت هذه الطبقة في أوروبا الغربية هي التي تولت قادة ثوراتها الشعبية ضد ضد الطبقات الارستقراطية والاقطاعية واستطاعت أن تحقق الانتصار تلو الأخر كما نجحت عام 1848م، في الوصول إلى دفة الحكم في غالبية دول أوروبا الغربية وفي هذا الوقت بالذات كانت الطبقة الوسطى الروسية غائبة إلى حد كبير عن مسرح الأحداث إذ كان النظام الاقطاعي لا يزال سائداً في روسيا وكانت غالبية فئات الشعب ترزح تحت قيود القنانة.