كيف أصبح تراث ليبيا الحضاري ضحية للنهب والتدمير ؟

كيف أصبح تراث ليبيا الحضاري ضحية للنهب والتدمير ؟
تراث ليبيا الحضاري
https://www.sba7egypt.com/?p=184866
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

لا يعرف سوى عدد قليل من غير المختصين بعلم الآثار ما تتمتع به أرض ليبيا من كنوز أثرية ومعالم معمارية بديعة وتراث ثقافي وحضاري عريق، فلم تكن دولة الاستقلال الحديثة في ليبيا التي يعود تأسيسها إلى أوائل منتصف القرن العشرين تولي ذلك التراث العظيم ما يستحق من اهتمام من ناحية ولم تكن السياحة هاصة الثقافية منها من أولويات سياستها الاقتصادية والاجتماعية من ناحية ثانية، فكانت معرفة ما تضمه الأرض الليبية الشاسعة الأرجاء من آثار الحضارات العديدة والعظيمة التي مرت عليها مقتصرة بصورة عامة على علماء الآثار ودارسيها خاصة الغربيين منهم وظلت غائبة عن عامة الناس حتى أبناء الوطن العربي.

 

وقعت أخطر عمليات النهب في بنغازي بعد انطلاق الثورة في ليبيا وتحديداً في مطلع يناير 2011م، وقد وصفها أحد الخبراء لأنها إحدى كبريات عمليات السرقة في تاريخ الآثار إذ تم نهب ما يعرف ب “كنز بنغازي” وهو مجموعة من الآثار التي كانت محفوظة في البنك التجاري بالمدينة.

تتمثل عمليات النهب التي حدثت للآثار الليبية فيما يزيد عن 7700 قطعة نقود مسكوكة من الذهب والفضة والبرونز لا تقدر بثمن يعود بعضها الآخر إلى عام 570 قبل الميلاد وكذلك إلى عصور تاريخية لاحقة بما فيها العصور الإسلامية الأولى ويشمل هذا الكنز أيضا مجوهرات وميداليات وحلى ومجموعة من الأحجار الكريمة إلى جانب نحو 50 قطعة من اللقى الأثرية والتماثيل البرونزية والزجاج والعاج.

وقد جمعت معظم قطع هذا الكنز بين عامي 1917 و 1922 من معبد أرتميس، إلهة الصيد في موقع شحات “قورنية” الأثري وتعرضت عديد من المناطق الأثرية في أنحاء مختلفة بليبيا للتخريب والهدم والتدمير فتم في عام 2013م، استهداف جامع أحمد باشا القرمنلي، الذي شيد في القرن الثامن عشر عند مدخل السوق في داخل المدينة القديمة بطرابلس وهشمت مزارات ثلاثة أولياء تقع عند مدخله تعود إلى القرن العاشر.

ويعد ما أصاب موقع شحات “قورنية” الأثري المصنف تراثاً عالمياً من أكبر عمليات تخريب الآثار في العصر الحديث، وقد تم استخدام الجرافات لهدم ما يزيد عن كيلومترين من المدافن الإغريقية التاريخية فيه، وهي مدافن تمتد على مساحة عشرة كيلومترات وتشكل أحد أكثر آثار العالم القديم اتساعاً وأعظمها تنوعاً وذلك من قبل سكان المنطقة لبناء مساكن ومحال تجارية.

وقبل ذلك تعرضت آثار موقع سبراطة الأثري وهو أيضاً تراث عالمي لتخريب بعض التماثيل الموجودة بالقربش من مسرح المدينة الأثري وسرق عدد من القطع الأثرية من متحف المدينة وتم تحطيم تمثالين ضخمين قائمين أمام متحفها وسرق رأسهما.