شَيْبَةُ اَلصَّبِيَّةِ
أِنْصِتْ يَاَ صَدِيِقِىِ إلَىَ قَلْبٍ يَكِنُّ لَك بِمَشَاَعِرٍ أَزَلِيَّةْ
سَاَرَ بَعْدُكَ هُنَاَ وَهُنَاكَ فَحَصِيِلَةُ اَلْصَدَاَقَاَتِ غنِيَّةْ
صَاَدَقَ غيْرَكَ وَلَكِنَّهُ وَجَدَتُكَ أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةْ
وَكَثِيِرَاً مَا اِكْتَفَىَ بَعْدَكَ بِعِلَاَقَاَتٍ سَطْحِيَّةْ
لَاَ أَحَدَ يُضَاهِيِك عِنْدِىِ
إِلَيْكَ اَلْاِشْتِيَاقُ وَلَكَ وَوِدِّىِ
قَدْ اتَّبَعَ قَلْبِىِ مَفْهُوَمَ اَلْأَقْدَمِيَّةْ
لَكِنَّكَ أَعْطَيْتَ خَاَدِعِيِكَ اَلْأَحَقِيَّةْ
لَمْ اَنْشَغِلْ عَنْكَ كَمَاَ ظَنَنْتَنِىِ
فَقَطْ اِنْسَحَبْتُ حِيِنَ هَجَرْتَنِىِ
فَبِتَفْضِيلَك إِيَّاَهُمْ عَلَىَّ أَلَمْتَنِىِ
وَلَاَ يَزَاَلُ بِىِ مِنْ اَلْحُزْنِ بَقِيَّةْ
لَمْ أُسْلَمْ مِنْ عِتَاَبِ اَلْبَعْضِ اَلْأَقَلِّيَّةْ
يُعَيِّرُوُنِىِ بِغْدْرِكْ
يُذَكِّرُوُنِىِ بِهَجْرِكْ
وَلِقَدْ أضْحَكْهُمْ شَرُّ اَلْبَلِيَّةْ
أَتَتَذَكرْ حِيِنَ كَاَنَ لِىِ عِنْدَكَ اَلْأَوْلَوِيَّةْ ؟
مُقَاَبَلَاَتٌ ، خِطَاَبَاَتٌ وَاِفْتِقَاَدَاَتٌ يَوْمِيَّهْ
كُنَّا سَوِيًّا إلَىَ أَنْ ظَهَرُوُا
هَجَرُوُكَ فَمِنْكَ ضَجِرُوُا
اِنْفَتَحَتْ عَيْنَاَكَ وَظَهَرَتْ اَلْحَقِيقَةُ جَلِيَّةْ
حِيِنَذَاَكَ اِنْطَفَأَ عَزّ أَنْوَاَرُك كَشَيْبَةِ اَلْصَّبِيَّةْ
إلَّا زِلْتَ تَشْتَهِ أَنْ تَعُوُدَ بَيْنَهُمْ ؟
أحَتَّىَ اَلْآنَ تَنَخَدِعَ بِإِبْتِسَاَمَاَتِهِمْ ؟
اِحْتَرِسْ ! فَاَلْغدْرُ يُحْمَلُ فِىِ اَلْنِّيَّةْ
مَهْمَاَ صَوَّرُوُا لَكَ اَلْعِلَاَقَةَ أَخْوِيَّهْ
رِفْقَاً بِىِ لَاَ أَحْتَمِلُ رُؤْيَاَكَ حَزِيِنَاً
لَاَ تُتْرُكَ قَلْبِكَ لِأَشْجَاَنِكَ سَجِينَاً
لَاَ تَظُنَّ اَلْحَيَاَةَ مِنْ بَعْدِهِمْ شَقِيَّهْ
عُدْ كَمَاَ كُنْتَ بِاِبْتِسَاَمَتِكَ اَلْبَهِيَّةْ
أَنَاَ أَيْضَاً لَمْ أَجْعَلْ مُعَاَنَاَتِىِ أَبَدِيَّةْ
سَاَرَتْ نَفْسِىِ بَعْدك كَتَاَئِهَةٍ فِى بُرْئِه
فَلَسْت وَحْدَك ياصديقى مِن خذلنى
قَدْ أَعْطَى قَلْبِى كُلٍّ مِنْ سَأَلَنِى
وَالْغُدُر أَصْبَح مَوَاقِف يَوْمَيْه
فَكُلّ دَرْسٌ سَبَقَه تَجْرِبَة قَوِيَّةٌ
ستجدنى أَيْنَمَا احْتَجْت
سأتغاضى عَمَّا أَسَأْت
أَنَا هُنَا وَلَك مُطْلَقُ اَلْحُرِّيَّةْ
لَن أُغْلِقَ بِأَبِى وَلَكِنِّى لَا أَسْعَى ورائك
لَا أَحْتَمِلَ تغيرات صيفك وشتاءك
لَن أَرْضَى أَنْ أَكُونَ مِنْ أَجَلِك ضَحِيَّة
اِعْذُرْنِىِ فَأنْفُسْنَاَ عَزِيِرةُ وَكَرَامَة الصَّدَاقَة أَبِيه
فَإِذَاَ جَرَيْتُ وَرَاءَ سِرَاَبِكَ لَحَسَبْتُ مَشَاَعِرِىِ غْبِيَّةْ
دِعْنَاَ نَبْكِىِ سَوِيَّاً يَاَ صَدِيِقِىِ فَكُلٌ مِنَّاَ أَصَاَبَتْهُ أَذِيَّةْ
وَكَمَاَ اِخْتَبَرْتَ فَغْدْرُ اَلْصِّحَاَبِ فِىِ آلَمِهِ أَصْعَبُ قَضِيَّةْ
