كتبت: إيريني بولس
نقلب أوراق الذكريات لزمن مر عليه عقود
فتراقصنا أنشودة فرح على لحن دف وعود
سيرة ماضينا تفوق جمال وعزوبة الأغرود
نهلنا الكثير فكان بيتنا بالخير يجود
شبعت قلوبنا الممتنة فلم يمسها الجحود
أو خمدت نيران الشوق أوأصابها البرود
لاتزال لأركان بيتى فى عقلى وجود
هنا لعبنا وتحدثنا وهنا الحب مولود
اذكر حجرتى وكل حائط وعامود
بعدنا فلاقت أنفسنا معانة الغربة والشرود
وما ذكريات زمننا إلا للهيب الشوق وقود
هجرنا البيت ورحل عنا الأب
غاب من شقى وضحى وأحب
الكل يرحل ولا مجال للخلود
وحياتنا الأولى فى حلم ليالينا تسود
فكم من عزيز رحل و مكان هجرناه!
و كم من ليل مر على شوق قاسيناه!
سألنا لما لا نرجع؟ صمت حلمنا بلا ردود
أيامنا ليس لها طريق عودة فتحكمنا قيود وقيود
ظننا عقولنا ستنسى فوجدنا من الأفكار حشود
لازمت حكاياتنا خيالنا، فيسردها العقل بلا مجهود
ليت زماننا يعود فقد حالت بيننا وبينه سدود
محال..محال كنيل الفريسة من انياب الأسود
فى أرض أخرى إلتقينا بحبيب وفى بالوعود
فيا ليت يجتمع الأب والبيت والحبيب والذكريات
ولكن لا تسير أقدار الحياة حسب أمنيات الذات!
ما أصعب أن يكون كل عزيز موجود!
رحلتنا مثيرة يملأها اشتياق بلا حدود
وكل هذا الحنين لزمن انقضى ولن يعود
سيظل لماضينا كيانه داخل قلبنا الودود
سيتسرب الشيب إلى رؤوسنا
ونذكر مدينتنا ولا ننسى أصلنا
تستمر مكانة زمننا فى الصعود
فإذا أنكرنا بساطة ماضينا فأحداثه خير شهود
نحيا حاضرنا وستظل سعادتنا الهدف المنشود
يكمن جمالها فى عدم اكتمالها وفى جزء مفقود
