اشتهرت الطبيبة الفرنسية سوزان فوالكان، بالدفاع عن حقوق المرأة وكانت قد رفعت لواء تحررها، وفي مصر ارتبطت سوزان، بصداقة قوية بالفنان الفرنسي فيليب ماشيرو، الذي آثر الإقامة بالقاهرة واتخذ زوجة مصرية بعد أن اعتنق الديانة الإسلامية.
لقب سوزان فوالكان
أطلقت سوزان فوالكان، على نفسها لقب بنت الشعب وقد عُنيت المكتبة الوطنية في باريس والأكاديمية الفرنسية بمذكراتها والتي اعتبرتها وثيقة نادرة للفترة التي عاشتها.
لقد كان التعرف على المرأة المصرية أحد أهداف سوزان فوالكان، في إطار تلك الدعوة التب تبنتها في باريس “حرية المرأة” وجابت من أجلها الآفاق وكتبت سوزان عن المرأة المصرية قائلة: ” الفلاحة المصرية تضع البرقع ولكن خلف هذا القناع تبدو فتنة العيون واللون البرونزي المحبب للعيون.. والمرأة المصرية عامة قد لا تكون جميلة ولكنها تتميز بالرقة والجاذبية والابتسامة البيضاء والضحكة الصافية الصادرة من القلب مما يجعل من هذا الجمال المتواضع إشراقة فاتنة .. والقرويات أذرعهن قوية وأقدامهن صلبة ومشيتهن نبيلة مترفعة .. والقروية تنساب في مشيتها كما ينساب النيل ومن الغريب أنها تحمل الكثير فوق رأسها ومع ذلك لا يهتز جسدها .. فتبدو راسخة فوق الأرض رسوخ الأهرامات “.
رصدت سوزان فوالكان، ظاهرة طوائف الحرف، في مصر فتشير إلى أن الطائفة الحرفيو هي وحدة اقتصادية اجتماعية تشكل مجتمعاً قائماً بذاته وسط المجتمع المصري عامة، وتضم أصحاب رأس المال والعمال معاً.
أشارت سوزان فوالكان، إلى أن القاهرة تنقسم إلى طوائف حرفية حتى من الناحية الجغرافية فكل طائفة تقيم في حي ” حارة” خاصة بها مثا الصنادقية والنحاسين والمغربلين والصاغة وغيرهم.
تحدثت سوزان فوالكان، عن أجواء الاحتفال بمولد السيدة زينب، وهو من الموالد الشهيرة بالقاهرة شبهته بلوحة كرنفالية باهرة الألوان زاخرة بالغرائب إذ يتحول فيه المسجد إلى كتلة من الأنوار المبهرة تنتشر سراجفات حوله وفي الساحة الممتدة أمامه.
تحتشد المطاعم والمقاهي بالزوار في مولد الطاهرة، تتنوع حلقات الذكر والإنشاد تنتشر روائح البخور والشواء تضوع الأجواء ويصل الاحتفال ذروته في الليلة الختامية حيث تتوافد مواكب الطرق الصوفية بين الرايات الملونة.
