من عصور الظلام إلى النهضة كيف تغيرت أوروبا ؟

من عصور الظلام إلى النهضة كيف تغيرت أوروبا ؟
عصور الظلام
https://www.sba7egypt.com/?p=193678
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تعد النهضة الكبرى التي شهدتها أوروبا من أواسط القرن الرابع عشر إلى أواسك القرن السادس عشر الميلاديين تراثاً إنسانياً وعالمياً، ولهذا لن تكن موضع اهتمام المفكرين الأوروبيين فحسب وإنما حظيت أيضاً باهتمام باحثين نن بلدان العالم كافة، وذلك رغبة في معالجة قضايا بلدانهم والنهوض بها في ضوء التجربة الأوروبية ولاسيما أن كثيراً من القضايا التي واجهتها أوروبا في عصر النهضة تواجهها بلدان كثيرة في عصرنا، مثل قضايا الحرية والتعصب والتسامح والتراث والمعاصرة.

 

يشغل عصر النهضة الفترة التي انتقلت فيها أوروبا من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة أي ما بين 1350,1550تقريباً ويجمع الباحثون على أن تطورات كبيرة حدثت خلالها في ميدان الأدب والفن والعلوم والسياسة والدين والجغرافيا.

كان مفتاخ هذه التطورات هو إحياء تراث اليونان والرومان القديم المعروف باسم “التراث الكلاسيكي” ولهذا إطلق على هذه النهضة منذ القرن التاسع عشر مصطلح “الرينسانس” بمعنى الإحياء أو المولد الجديد، لأنها اعتبرت بمنزلة إحياء للأفكار والقيم التي اشتمل عليها التراث الكلاسيكي.

موطن النهضة الأوروبية

كانت إيطاليا موطن النهضة الأوروبية ومركز انطلاقها إلى بقية بلدان أوروبا، ويعود ذلك إلى احتفاظ إيطاليا بقدر كبير من تراث الرومان القديم وإلى موقعها الجغرافي الذي جعلها على اتصال بحضارات عالم البحر المتوسط القديمة منها والوسيطة وإلى هجرة العلماء اليونان إليها بعد احتلال العثمانيين للقسطنطينيى عام 1453م، ورعاية إمراء إيطاليا وبعض البابوات للآداب والفنون، كما لعب التراث العربي والتراث اليوناني المترجم من العربية إلى اللاتينية دوراً مهماً في هذه النهضة.

الحركة الإنسانية والنهضة الأوروبية

إن جوهر النهضة الأوروبية كان تغيير نظرة إنسان العصور الوسطى إلى الحياة وإلى نفسه، وقاد هذا التغيير “الحركة الإنسانية” التي كانت تضم أدباء وعلماء وفنانين وأمراء وقد ظهرت هذه الحركة في إيطاليا في أواسط القرن الرابع عشر ثم انتقلت إلى بلدان أوروبا الأخرى.

ميادين النهضة الأوروبية

أدى إحياء التراث الكلاسيكي إلى تطورات كبيرة في الحياة الفكرية الأوروبية ففي ميدان الأدب لم يعد يكتفي بالأدب اللاتيني المسيحي الذي كان سائداً في العصور الوسطى وإنما قرأ علماء النهضة أعمال الأدباء والفلاسفة اليونان والرومان الذين عاشوا قبل المسيحية واتخذوا من مؤلفاتهم نماذج لأعمالهم في الأسلوب والمحتوى.