كان السياسي البريطاني ونستون تشرشل مولعاً بالكلاب، وكان يقتني عزيزاً عليه اسمه “روفوس” ويحرص دائماً على أن يكون كلبه أول من يلقاه كلما عاد من رحلة له بالقطار داخل بريطانيا، وقد أصدر تعليماته بإحضار روفوس، إلى المحطة ليكون في استقباله دائماً عند وصوله.
نزل ونستون تشرشل، في أحد الأيام من القطار الذي أقله إلى محطة لندن، وكان يرافقه خادمه الخاص واسمه نورمان ماكجوان، وما كاد المستقبلون يرون تشرشل، يهبط من عربة القطار حتى افلتوا روفوس، من رباطه كما تقضي تعليمات سيده لكي يسرع لاستقباله كالعادة ولكن ما كاد الكلب يقترب من تشرشل حتى تجاوزه وراح يقفز إلى خادمه نورمان، الذي كان يقف بجواره ويحمل حقيبة سيده ويبصبص له بذيله ويلعق وجهه واستبد الغيظ بتشرشل.
كيف يتركه كلبه ويتجه إلى خادمه بكل هذا الترحاب؟ ولكنه كان يحب كلبه، فلم يشأ أن ينهره أو يفعل شيئاً بغضبه، ولهذا التفت تشرشل إلى خادمه نورمان، وقال له بلهجة حازمة: اسمع يا نورمان، في المرة القادمة أفضل لو أنك بقيت في القطار متخفياً إلى أن انتهي أنا من استقبال أصدقائي.
