تنسب دولة الأدارسة إلى إدريس بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب والذي نجا من موقعة فخ الشهيرة سنة 785م، والتي هزم فيها العلويين شر هزيمة وقتل فيها عدد كبير منهم وذلك ضمن سلسلة من المعارك الطاحنة التي دارت بين العباسيين العباسية.
ولم يفت في عضدهم الهزائم ولم تحبط عزائمهم على تحقيق مبادئهم والانتقام لقتلاهم لذا خرج هؤلاء العلويين بمكة والمدينة بزعامة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن في ذي العقدة سنة 785م، بسبب سوء معاملة والي المدينة من قبل الهادي لهم.
وبايعوا الحسين بالخلافة ثم سار إلى مكة فأرسل إليهم جيشاً بقيادة سليمان بن المنصور والتقى الطرفان عند فخ وهو وادي في الطريق بين مكة والمدينة حيث أنهزم العلويين هزيمة نكراء قتل فيها أعداد عظيمة من العلويين.
ولم ينج منهم سوى عميه أدريس بن عبدالله وأخيه يحيى أما يحيى فقد فر إلى الشرق، ونجح إدريس في الإفلات مع المنهزميم وجد العباسيون في طلبهما ولذا نجد إدريس يستتر بعض الوقت حتى خفف الطلب عليه فخرج مع مولاه راشد وكان عاقلاً شجاعاً ذا حزم ولطف في جملة الحاج بعد أن غير زيه فصار كالغلام يخدم سيده راشد وإن أمره ونهاه أسرع في ذلك ونجحت حيلتهما فسلما حتى دخلا مصر.
كان على بريدها واضح مولى صالح بن منصور المعروف بالمسكين وكان يتشيع لعلي وبلغه وصول إدريس إلى مصر مستخفياً وأفلح في الوصول إليه وساعده على الفرار خوفاً عليه من والي مصر فحمله على البريد هو ومولاه راشد إلى المغرب ثم نزلا بوليلي من أعمال طنجة وكانت قاعدة جبل زرهون ضيوفاً على قبيلة أوربه وكبيرها إسحاق بن عبدالله الأوربي فأكرمه وأقام إدريس وراشد عنده ستة أشهر.