كانت المصادفة أو الحظ سببا في حصول بعض الصحفييم على مادة مثيرة وعلى سبيل المثال فقد سافر جبرائيل تقلا صاحب الاهرام في الثلاثينيات إلى سويسرا لقضاء إجازته السنوية ونزل أثناء رحلته في فندق صغير وسأله موظف الاستقبال كم ليلية ستقضيها قال تقلا:ليلة واحدة. وسأله الرجل كالعادة عن اسمه وجنسيته فذكر الاسم وذكر الجنسية.
ارتفع صوت موظف الإستعلامات وكان هو صاحب الفندق نفسه قائلاً له بفرحة طفولية بين نزلاء الفندق مصري أخر ذو مكانة رفيعة وافقت على زواجه من ابنتي قال تقلا: ما اسم هذا الرجل.. توفيق نسيم وأخفى جبرائيل تقلا وجهه من الدهشة .. فقد كان توفيق نسيم بالفعل سياسي مصري بارز وتولى أكبر مناصب في الدولة.
عرف تقلا من صاحب الفندق أن السياسي المصري نسى اعوام عمره المتقدمة فوقع في حب ابنة صاحب الفندق وهي فتاة صغيرة لم تجاوز الرابعة عشرة من عمرها.
وبتلقائية طلب جبرائيل تقلا من صاحب الفندق أن يطيل الفترة التي سيقضيها في الفندق فلا تقتصر على ليلة واحدة وكتب الإقامة مفتوحة.
أحس الرجل أنه عثر على قصة صحفية مثيرة سياسي مصري كبير السن والمكانة يحب فتاة نمساوية ويتقدم لزواجها وعندما تجمعت كل المعلومات اللازمة جلس جبرائيل تقلا فكتب برقية مطولة إلى الأهرام بتفاصيل الحدث المثير.
ظهرت الأهرام في اليوم التالي وفي صدرها قصة الغرام العجيبة ونقلت الصحف الأخرى من الأهرام وأضافت إلى القصة المزيد من التوابل حتى تحولت قضية سياسية يتابع الناس تفاصيلاتها الحقيقية والمكذوبة في الصحف ويثرثرون بها في مجالسهم الخاصة.
زاد الخرق اتساعا حين وصل توفيق نسيم إلى مصر ترافقه عروسه الشابة ووالدها ورأى والد العروس قصؤ توفيق نسيم بشارع أهرامات الجيزة فقال بتأثير مهنته هذا القصر يصلح فندقا كبيراً أديره بنفسي.
حاول أقارب الرجل منعه من اتمام الزواج وكالوا له الاتهامات القاسية ومن بينها تهمة الجنون ورفعوا دعوى أمام المحاكم يطلبون الكشف على قوى الرجل العقبية وقررت المحكمة بالفعل أن تحيل توفيق نسيم إلى الأطباء ليتأكدوا من سلامة قواه العقلية.
إقرأ أيضا
اكتشف شخصية طفلك مع ماريونستا
