علي المقري روائي جسد أحوال اليهود في اليمن

علي المقري روائي جسد أحوال اليهود في اليمن
علي المقري
https://www.sba7egypt.com/?p=192499
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تبدو حياة الروائي اليمني علي المقري، حالة مغلفة بالقلق قبل أن يستقر في عالم الرواية، افتتح اشتغاله الكتابي بكتابة القصة القصيرة التي بدأ ينشرها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي لكنه أجل نشر مجموعة قصصية ونشر بدلاً منها مجموعة شعرية له هي “نافذة للجسد” ليصدر بعدها “ترميمات” و”يحدث في النسيان”.

 

لم تنقطع حلقة الوصل بينه وبين العمل الصحفي حيث عمل مشرفاً على أقسام ثقافية في أكثر من جريدة محلية، كما اشتغل بأبحاث في التراث الإسلامي أثارت جدلاً واسعاً وللأطفال كتب “أديسون صديقي”.

اختبر الروائي علي المقري، مفهوم الوطن في روايته ” طعم أسود … رائحة سوداء” باعتباره تجربة إنسانية قد لا تتحقق وتتحول إلى محنة سواء في معاشه أو في فكرته وذلك من خلاا فئتين هما الأخدام، وهم السود في اليمن واليهود، إذ يعيشان حالة نبذ في وطن لا يقبلهما.

لا تبحث روايته ” بخور عدني” عبر بعض شخوصها عن بديل مكاني ومعيشي وإنما تبحث عن إمكان إيجاد بديل للوطن سواء في فكرته ومفهومه أو في تسميته وقد بدا للمقري أن هناك امكاناً لاختبار مفهوم اللاوطن أو التساؤل والبحث عن البديل عنه، في مدينة عدن التي أظهرت امكانات التعايش بين مختلف الأعراق والهويات في فترة من تاريخها كما أظهرت في الوقت نفسه مهددات هذا التعايش ومحنه الإنسانية.

حاول المقري في روايته “طعم أسود .. رائحة سوداء” أن يقترب من عالم الخدم معاينة ومعايشة فرى أن الشخصيات المسرودة لا يمكن لها أن تتطور أو تنمو في أحداث متتالية وإلا لكانت بعيدة عن هذا العالم الذي يعيش فيه الخدم كمهمشين مؤقتين وليس سكاناً مستقرين.

تبدو الشخصيات المسرودة في رواية علي المقري، عبارة تظهر فجأة حيناً وتختفي وتغيب فجأة أيضاً في أحيان كثيرة بل إن المهمش نفسه في عششه وأحواله الهامشية يواجه في النهاية سؤال الاختفاء المفاجئ بل والانقراض حيث مضت الجرافات تزحف نحوه، مخلفة لا شيء لهذا تظهر الشخصيات يرصدها السارظ مع حالات أو أحداث لكنها سرعان ما تختفي باستثناء القلة منها وهذا التنقل بين الشخصيات نجده أيضاً في رويته “محرمة” ولكن من زاوية سردية مختلفة تعتمد على التداعي.