دعاء الاستغاثة

إن دعاء الاستغاثة من أنواع الدعاء لله تعالى، ويكون بطلب الغوث منه لإزالة الشدّة، وهو دعاء المكروب الذي يتجه فيه الداعي إلى ربه ليستغيث به لكشف الكرب.
قد يظن البعض أن الاستغاثة والدعاء هما أمر واحد، والحقيقة أن الدعاء أعم وأشمل لأنه قد يكون عن الاستغاثة من المكروب أو لطلب الرزق أو لغير ذلك من أمور، أي أن كل استغاثة هي دعاء، ولكل ليس كل دعاء هو استغاثة.
الاستغاثة تكون بالله تعالى:
إن الاستغاثة دعاء، والدعاء من أشكال عبادة الله، وهي أمر لا يجوز أن يصرف لغير الله عزّ وجلّ، فالاستغاثة لا تكون إلا به تعالى، فهو المغيث للعباد في الشدائد.
قال تعالى بالآية 9 من سورة الأنفال: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ” كما قال في الآية 62 من سورة النمل: “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ”.
فهذه الآيات من الذكر الحكيم تؤكد على أن الله تعالى هو وحده المغيث، وبأنه يستجيب لعباده الصالحين ويلبي دعوات المضطرين.
وقد أشار تعالى بشكل واضح وصريح إلى عدم جواز الدعاء لغير الله بقوله في الآية 5 من سورة الأحقاف: “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ”.
فهو بذلك أوضح أن دعاء الاستغاثة عندما يوجه إلى غير الله، يكون توسل بضعيف لا يملك القدرة على الإغاثة وكشف الكرب، وذلك واضح من خلال قوله تعالى بالآية 56 من سورة الإسراء: “قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا”.
دعاء الاستغاثة بالشدائد:
قبل أن نذكر بعض الأمثلة عن أهم الأدعية المجربة للاستغاثة، لا بدّ من العبد أن يعلم أن هناك العديد من الشروط لاستجابة الله عز وجل، ومن أهمها مناجاته والطلب منه بقلب صادق وسليم، والحرص على المداومة، فلا يجب الاستعجال او الظن أن الله قد تأخر في الاستجابة .
وبالخصوص أننا لا نعلم الغيب فقد يكون الله استجاب لنا ودفع عنا مكروه لم نكن نعلمه، أو أنه قد أخر الاستجابة لخير لنا لا نعلمه، فالقنوط واليأس من روح الله لا تظهر إلا من القوم الكافرين.
ولمن يقع في الشدائد فإننا ننصحه بتكرار دعاء الاستغاثة التالي:
(اللهم إني عبدك وابن عبك وابن أمّتك، يا من ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك أسألك بأسمائك الحسنى التي كلها لك، أن تجعل القرآن نور صدري وربيع قلبي، وذهاب همي وغمي وجلاء حزني).
دعاء الاستغاثة من الظلم:
تتعدد أدعية الاستغاثة التي يمكن للإنسان أن يوجهها لله بمواجهة من ظلمه، ومن أهم هذه الأدعية نذكر:
· اللهم أنت ولي قلبي إذا ضاق، وأنت حسبي عندما يظلمني ظالم ولا يراعي ثِقْلُ ظلمه على صدري، اللهم فاشرح صدري، وفرج همي، ويسر أمري، واكشف كربتي يا أرحم الراحمين.
· اللهم إني أعوذ بك من الناس التي لا تخاف من الظلم فابعدهم عنا يا الله يا رحمن يا رحيم.
· اللهم فرج همومنا وضيق صدرنا، واكشف كربتنا، وارفع الظلم عني وعن كل مظلوم يا جبار يا عظيم، واجبر الله بِالْمُنْكَسِرِ قَلُوبِهِمْ.
· اللهم أنت لا ترضى الظلم فانصرني على من ظلمني، اللهم أنت وعدتنا أن لا ترد للمظلوم دعاء، وأنت العدل فانصرني بقوتك على من ظلمني وأقر العدل وانصر الحق، وجرّع الظالم من نفس الكأس التي جرّع المظلومين منها.
أدعية مجربة للاستغاثة:
اللهم إن رحمتك أرجى من عملي وإن مغفرتك أوسع من ذنبي، اللهم إن كان ذنبي عندك عظيماً فعفوك أعظم من ذنبي، اللهم فإن لم أكن أهلاً لأن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني، لأنها وسعت كل شيء، فارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.
لا إلهَ إلَّا اللهُ الكريم الحليم، سُبحانَك اللهم، وتبارك اللهُ ربُّ العرش العظيم، والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ.
يا حي يا قيوم إنا نستغيث برحمتك، فأغثنا يا مغيث، واكتب لنا الفرج من عندك.
اللهم يا فارج الهم وكاشف الغم، يا قاضي الحاجات، اقضي لي حاجتي، ويسر لي أمري، واكتب لي الفرج من عندك يا علي يا قدير.
اللهمّ جبراً اللهم جبراً اللهم جبراً، اللهم جبراً يليق بعفوك وعظمتك ورحمتك.
اللهم جبراً يتعجب له أهل السماء وأهل الأرض، فقد ضاقت السبل إلا سبيلك، وأغلقت الأبواب إلا بابك، ومن لنا نسأله غيرك، فلا ملجأ لنا إلا إليك، فاكتب لنا اليسر والفرج بعد كل ضيق وعسر إنك قدير على ما تشاء.
يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقوتك التي قهرت لها كل شيء، وبعظمتك التي ملأت كل شيء، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكل شيء، وبنور وجهك الذي أضاء كل شيء، أن تغفر لي ذنوبي كلها جميعاً، فلا يغفر الذنوب جميعاً إلا أن، وأن تغثني يا مغيث، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني.
وبذلك نكون قد عرضنا دعاء للاستغاثة بالله تعالى، سائلين الله تعالى الاستجابة لنا ولكم، وأن يجيرنا من كل شر ومكروه.